الخميس، 20 ديسمبر 2012

مصر .. الشقيقة الكبرى تحتضن أبناءنا

لم أتمالك دمعتي وأنا أرى حدب أخواتنا المعلمات في مصر وهن يحطن (ليلى) الطفلة الدرعاوية التي انتهى بها مسار التهجير في أم الدنيا بكل الحب والأمومة.

شكراً مصر .. شكراً أهلنا في مصر .. شكراً من القلب.


الأربعاء، 19 ديسمبر 2012

يا حبيبتي يا مصر .. تاني

مضت علي أشهر لم أزر فيها القاهرة.. حبيبتي الثانية بعد حلب .. 
لا أذكر يوماً مر علي دون أن أقول بتنهيدة: يا حبيبتي يا مصر
أقولها باللهجة المصرية، كما يُتوَقع من أحد أبنائها أن يقولها.

هذه صورة التقطتها بالجوال ذات صباح من شهر نيسان الماضي .. شروق الشمس على قاهرة المعز، مع ضباب خفيف (شبورة) لم تبدد بعد.


السبت، 15 ديسمبر 2012

الإبداع يزدهر خارج الأوطان

موضوع قديم أشبعه من هم أفضل مني بحثاً ونقداً، وهو الإبداع العربي خارج أسوار الوطن العربي
الوطن العربي محاط بالأسوار المانعة للإبداع، رغم ما يدعيه بعض المسؤولين هنا وهناك من حرصهم على تشجيع المبدعين، ورغم ما تقيمه بعض الدول من منظمات ومسابقات، تبقى القناعة بالعقول العربية هي العائق الأكبر أمام ازدهار الإبداع في أوطاننا.
 
ما أثار لدي الرغبة في طرق الموضوع هو ما نشرته جريدة الحياة اللندنية في عددها الصادر يوم الإثنين العاشر من ديسمبر 2012 عن قصة المبدع العربي محمد الحاج ذي الأصول اللبنانية والنشأة الكندية.
محمد هاجر مع أسرته إلى كندا حين كان في العاشرة من عمره، ودرس الهندسة الكهربائية في كندا، ثم تفتق ذهنه عن طريقة لتحويل أسطح العمارات إلى بساتين زراعية منتجة لاحتياجات المنطقة من الثمار الطازجة المزروعة بطريقة صحية لا تدخل فيها الكيماويات.
وجد محمد من يتبنى فكرته ويمول تجربتها -وهذا هو لب الفارق بين من يرعى الإبداع حقاً ومن يقتله- فأقام مزرعته الأولى بتكلفة وصلت إلى مليوني دولار على أسطح عمارات مونتريال، وبدأ الإنتاج عام 2011 لتتحول الفكرة التي لاقت رواجاً إلى شركة سماها Lufa نسبة إلى نبات الليف، وجعل شعارها: طازجة، محلية، مسؤولة .
 
 
 
والمسؤولية هنا تتجلى في حرصه على عدم استخدام الكيماويات، في حسن استخدام المساحات الميتة على الأسطح، في التقليل من استهلاك المياه، في ساتخدام الطاقة بشكل مثالي، في توفير فرص عمل لعدد من العمال وموظفي التوزيع، في توفير الوقت للمشتركين الذين يحصلون على خضروات طازجة إلى بيوتهم.
 

 
 
 
محمد الحاج مثال للشاب العربي المبدع، وهم كثير بحمد الله، الذين نرى إنتاجهم وعبقريتهم في الغرب بسبب توفر البيئة المناسبة لرعاية الإبداع، بينما يعجز أقرانه في أوطاننا عن ترجمة أفكارهم إلى مشاريع.
 
 
 
 
 
 



الخميس، 13 ديسمبر 2012

عملية قيادة الأركان

ثلاثة من شباب جبهة النصرة اقتحموا رئاسة أركان الجيش الأسدي بدمشق، ونسفوا طابقين منها ثم قاموا بعملية تمشيط فقتلوا عدداً من الضباط والشبيحة، وتحصنوا فيها ست ساعات قبل أن يستشهدوا.
لم يثبتوا بهذه العملية قدرتهم المتميزة على التخطيط، ولا هشاشة أمن النظام الفاسد فحسب، بل أثبتوا غباء الكائنات المسماة (المنحبكجية) فقد شاهدناهم على القنوات المؤيدة يشيرون بعلامة النصر سعداء بتمكن (الجيش الباسل) من (تحرير) (رئاسة أركانه) بعد أن (احتلها) (ثلاثة إرهابيون) ست ساعات ..   العمى بعيونكم على هذه البهامة.
 
 


الاثنين، 3 ديسمبر 2012

قصف المستشفيات

مشفى الفارابي، شمال حلب، قرب البليرمون حيث تدور المعارك عند مقر المخابرات الجوية، قصفه النظام بعد تحرير المنطقة على يد الجيش الحر، وهذا ما تبقى منه





الجمعة، 30 نوفمبر 2012

شباب حلب

اتصلت به بعد أن ازداد القصف على عندان، ولما رد على الهاتف سألته مازحاً: هل استشهدت أم ليس بعد؟
أجابني بحزن: يبدو أنني لا أستحق الشهادة بعد.
هكذا بدأ أبو هريرة حديثه وهو يجلس بجانبي. ابن الحادية والعشرين عاماً الذي كان يدرس الهندسة وتركها للالتحاق بالثورة شاب يميزه عن أقرانه طوله الفارع ونحوله الشديد.
منذ وصلت إلى مقر المجلس لاحظت هذا الشاب المرح الذي يمازح الجميع، ويحبه كل الموجودين. أحببت أدبه الجم حين اعتذر لي عن الضجة التي أحدثها مع أصحابه الشباب قبل النوم وأزعجت كهلاً مثلي تعود الهدوء.
غبت يومين عنه وعدت لأجده شخصاً آخر كئيباً طول الوقت. ظننت أن أحداً أزعجه فسألته عن ما به؟ أجابني أن أبا الزبير قد استشهد. أكمل والدموع تترقرق في عينيه: هو أصغر مني، لم يكمل الثامنة عشرة بعد، ولكنه استشهد.
تركني ومضى، وبقي لعدة أيام يتجنب الحديث مع الجميع، مكتفياً بحزنه وصمته.
بالأمس نام ساعتين قبل الفجر، وبعد انتهاء الصلاة انتبه إلى أنني لم أذهب للنوم كما فعل بقية الشباب فسألني إن كنت أريد مشاركته القهوة. سألته:
-
ألن تعود إلى النوم؟ لم تنم كفايتك.
-
لا أستطيع النوم، لا يغيب أبو الزبير عن بالي.
وجدت الفرصة سانحة لأخفف عنه قليلاً فنحيت أوراقي وحاسبي جانباً واستمعت إليه يحكي لي عن أبي الزبير، الشاب البطل الذي وافق حديثنا عنه يوم يكمل الثامنة عشرة من عمره، لو كان حياً.
أحاول أن أنقل قصة أبي الزبير كما حكاها لي أبو هريرة، إذ بدأها قائلاً:
تعرفتُ إليه على الإنترنت، من خلال تنسيقية تعمل على تجميع ثوار حلب لتحقيق الحراك. كنا قد شعرنا أننا بحاجة لرفع مستوى التنسيق بيننا واللقاء وجهاً لوجه. بالطبع كان احتمالاً قائماً أن يكون مدسوساً من المخابرات، لكنني قررت المخاطرة. وعدته في مكان عام يتيح لي الهرب لو شككت به، وما أن التقينا حتى أحسست بالاطمئنان، فقد كان فتى صغيراً واضح الصدق.
توطدت علاقتنا من خلال المشاركة في التظاهرات، ويوماً بعد يوم أصبحنا أقرب من الإخوة، كنا نتناوب العمل على إدارة غرف التنسيق على الإنترنت، ونتواصل مع الثوار ونتحرك بينهم. أصبحنا نقضي يومنا كله معاً، وذات يوم سألني أبي: لماذا تصاحب من هم أصغر منك ولا تصاحب من هم في سنك أو أكبر؟ لم أجبه. لم أقل له أن من هم في سني من طلبة الجامعة همهم السيارات والتعرف إلى صديقات، بينما أبو الزبير يتحدث عن تحرير سوريا من الطغيان والشهادة في سبيل الله.

وعندما بدأت الكتائب المسلحة في الظهور بالريف تعرفت إليهم وبدأت بالتدرب معهم، لكنني أخفيت الأمر عليه لخشيتي عليه وما أعرفه من اندفاعه. لكن سري لم يطل كتمانه لأنني أصبحت أختفي عنه، فاكتشف الأمر وسارع إلى الانخراط فيه.
لم يطل به الأمر حتى تدرب على كافة الأسلحة الموجودة بين يدي الثوار. وتلقب بأبي الزبير الشيشاني.
توقف أبو هريرة قليلاً ليريني صورته. أشار إلى جانبي رأسه حيث يبدو الشعر منحسراً وهو يقول: لم يكن كذلك دائماً، لكن أجهزة المخابرات الأسدية عندما اعتقلوه كانوا يشدونه من شعر رأسه على الطرفين حتى اقتلعوه من الجذور ولم ينبت بعدها.
ثم غير الشاشة ليريني محادثة محفوظة بين أبي الزبير وصديق مشترك لهما. كان الصديق يسأل أبا الزبير عن اسم الجبهة التي يرابط فيها، فيرفض أبو الزبير إخباره لحرصه على أمن الكتيبة. ثم يطلب أبو الزبير من صديقه أن ينصحه، فيمازحه الصديق لكنه يصر، ويطلب منه بشكل خاص أن يحدثه عن الرياء وكيف تكون النية خالصة!
دمعت عينا أبي هريرة وهو يخبرني كيف اتصل به زملاء أبي الزبير في الجبهة وأخبروه أنه أصيب إصابات قاتلة، وأنه يطلب رؤيته.
ذهبتُ إلى المستشفى ومعي أبو مصعب. سألنا عنه وعلمت من الأطباء أن شظايا قنبلة أصابت ظهره فكسرت ثلاث فقرات واستمرت منطلقة فخرجت من بطنه، وأنهم لا يملكون ما يفعلونه له.
وجدناه مسجى على ظهره وابتسم لما كلمناه. سألني وأنا أعانقه: ألم تترك الدخان بعد؟
أجبته أنني سأتركه إن شاء الله. تكلمنا معه وكان أحياناً يصيح من الألم فقال له أبو مصعب: تصبر يا أخي .. تخيل أنك قي الجنة. أغلق عينيه، وابتسم. سأله أبو مصعب: أتحس أنك في الجنة؟
أجاب بصعوبة: ليس بعد، ما زلت أشعر بشيء من الألم.
بقينا إلى جانبه حتى ما بعد الفجر حين أسلم روحه إلى بارئها مبتسماً مستبشراً ببيعه الذي بايع الله عليه، طلب الشهادة صادقاً فنالها إن شاء الله.


 

حين صمت أبو هريرة كانت الدموع تنحدر على وجهه، وعيناه مسمرتان على صورة أبي الزبير في الصفحة التي أنشأها أصحابه له.
 
قال لي بفخر: رفع أصحابنا في مصر صورته ولوحة باسمه في ميدان التحرير، لا أعلم شخصاً بعمره كان له هذا العدد من الإخوة المحبين.. رحمه الله.


الأحد، 18 نوفمبر 2012

وفي الثورة إحباط أيضاً

لن أكتب فقط عن الأشياء المبشرة والجميلة في ثورتنا.
عندي الكثير من القصص المؤلمة لكنني أحتفظ بها لما بعد النصر إن كُتِبَ لي أن أعيش لأشهده.
أشعر بالعجز والإحباط إلى أقصى درجة ..
ربما كان لسني دور مهم في هذا، فكل من حولي شباب صغار السن، منطلقون بحماسهم وعاطفتهم لتحرير بلدهم، وكلما واجهتهم مشكلة لجأوا إلى (عمو) المستشار القادم من خارج البلد لعله يملك من الحلول ما لا يستطيعون الإحاطة به.
لا يتخيل الشباب أن هذا العم الذي أبهرهم بالهياكل والخطط التي ساعد في وضعها سيكون أعجز منهم وأقل حيلة أمام البلاوي التي يشاهدونها.
بالأمس ذهب أعضاء المكتب الإغاثي إلى بستان القصر ليكلموا كتيبة من الجيش الحر اعتقلت أحد الشباب العاملين مع المكتب، وعادوا ليخبرونا أنه توفي ودُفن ليلاً.
 الأخ محمد الخالد من أحرار حمص كان يعمل مع الشباب في حلب منذ وقت طويل، وهو موضع ثقتهم جميعاً، لكن المجرمين الذين التحقوا بالجيش الحر لا يفهمون ولا يستحون. اعتقلوه بتهمة إخفاء الإغاثة وعدم توزيعها، وبدأوا بتعذيبه حتى توفي تحت التعذيب.
يسألني أحد الشباب الصغار: بماذا يختلف هؤلاء  عن مجرمي المخابرات وهم يستخدمون نفس الأساليب؟ هل يشفع لهم ما يدعونه من شك فيه؟
ولا أجد جواباً سوى أن الجريمة واحدة سواء كان المجرم من النظام أم يتسمى باسم الجيش الحر.
يعود ليسأل: فماذا نفعل إذاً؟
عجزت عن الجواب .. أأقول له خذ سلاحك وحاربهم؟
أليس هذا ما يريده النظام؟
النظام الذي زرع في جسم الجيش الحر أكثر من عشرة آلاف شبيح من أصل مائة وخمسين ألفاً كانوا مكلفين بقمع حلب كما اعترف أحد ضباط المخابرات  الذي استجوبه محام صديق يعمل كوكيل نيابة الآن.
أم أقول له: سيأتي دورهم بعد أن تتحرر البلد؟ وما يضمن له أنهم لن يقتلوه كما قتلوا صديقه بينما يحاول مساعدة المدنيين العزل؟
أنقذني من الإجابة نداء الشباب لنا لننزل إلى الملجأ بعد اقتراب القصف من الحي الذي نقيم فيه. نزلت معهم لكن تساؤلاتي مع نفسي لم تنقطع.. ما التالي؟
لم يتأخر الجواب كثيراً، فمشروع الإدارة المحلية مهدد بالتوقف بسبب التمويل. أول قطاع نريد البدء بتنظيفه ورفع القمامة التي تكاد تغمر شوارعه سوف يحتاج إلى ما يقارب المليون ليرة شهرياً، رغم أننا استطعنا بجهد جهيد توفير نصف الآليات التي نحتاجها من مختلف الألوية العاملة في القطاع.
كان المسؤول عن المشروع يوضح كل الخطوات التي اتخذها لتخفيض التكلفة قبل أن يسأل: ما الحل؟
لم أجد جواباً عندي.. فتشاغلت بأوراق بين يدي.
كانت أوراق ملف الأيتام .. أكثر من 2500 يتيم هم من وصلنا إليهم عبر معارف شخصيين أو خلال زيارات عارضة لمسؤولي الإغاثة إلى مختلف المناطق.
هذا يعني أننا إذا ما أجرينا المسح الذي نخطط له قد نصل إلى أربعة أضعاف هذا العدد ..
يا الله .. من أين نأتي بنصف مليون دولار شهرياً لكفالة هؤلاء الأيتام؟
تركت الغرفة وخرجت .. سمعت المسؤول عن المشتريات (أبو محمد) يخبر رئيسه أنه لم يجد خبزاً للعشاء. المخبز لم يعد فيه طحين، وكي يحضر الخبز سيشتريه بثلاثة أضعاف ثمنه.
كان الرئيس يقترح أن يشتريه، فالشباب يجب أن يأكلوا، وكان رد أبي محمد: نحن نملك ما نشتري به الخبز بهذا المبلغ، أما جيراننا الفقراء فلا يستطيعونه، ولا نستطيع نحن أن نطعمهم جميعاً، لذلك رأيت أن تجربوا الليلة معنى الجوع، لعلكم تستعجلون بحل مشكلة الخبز.
قمت صباحاً عازماً على الرجوع للرياض، فقد انتهت الفترة التي وعدت بها، ويبدو أنني لا أستطيع شيئاً. كلمني رئيس المجلس هاتفياً طالباً مني انتظار وصوله غداً لعقد اجتماع هام لتفعيل العمل، وأن أؤجل سفري يومين. وعدته أن أدرس الأمر ولم أعده أن أبقى.
كنت محرجاً منه وخائفاً أن أقع في إثم (التولي يوم الزحف) كما قال لي يوماً رئيس المكتب الشرعي، وفي نفس الوقت طغى علي اليأس من التغيير ووجدت المشاكل أكبر بكثير من طاقتي.
أخرجني من أفكاري صوت أبي محمد، المقاول الذي هجر عمله، رغم توفر العمل هذه الأيام في الريف الذي يعيد أهله ترميم بيوتهم بسبب الشتاء، وتفرغ لتلبية احتياجات الشباب، لأنه يريد أن (تخلص) كما يقول.
التفت إليه فطلب مني مرافقته: مشوار صغير أستاذ قبل ما تسافر، ضروري تروح تشوف هذا المنظر.
ذهبت معه، كان طوال الطريق يحدثني عن أنه لا يعرف ماذا يفعل في هذه الثورة، لذلك تفرغ لتوفير احتياجات الشباب الذين تصعب عليهم الحركة بحكم أنهم جميعاً ملاحقون من الأمن وعيونه.
وصلنا إلى أحد الأماكن التي هدمها القصف، جعلني أصور البناية التي انهارت تماماً بسبب القصف، ثم انطلق إلى مبنى تجاري لم يكتمل، وطلب مني النزول لمشاهدة الأسر التي لا تجد باباً تغلقه على نفسها، وتستر نفسها عن العيون والبرد ببطانية خلقة معلقة على حبل لا يتجاوز ارتفاعه متراً ونصف، بينما ظهر أقدامهم من تحتها وينسفها الهواء كلما هب.



قال لي أبو محمد: تعيش هنا عشرون عائلة، لا مأوى لهم سوى هذا المكان المفتوح، ولا يجدون خبز يومهم. إذا أردت أن تسافر فتذكر أنك تتركهم، والآلاف غيرهم، خلفك.
ختم أبو محمد كلامه ونحن في طريق العودة: يا أستاذ .. أنا لا أفهم ما تفعله، لكنني أرجو أن تستطيع المساعدة، أنا أساعد في ما أفهم به، وأنت عليك واجب المساعدة في ما تفهم فيه.

بقينا صامتين حتى وصلنا للمقر، أرجعت حقيبتي إلى المستودع، وطلبت من أبي محمد أن يذهب لإحضار مسؤول الإدارة المحلية كي نستكمل بناء المشروع لعل الله يوفقنا بمن يموله فينقذ آلاف الناس من أخطار القمامة المتراكمة.
تستمر الثورة، بنا أو بدوننا، لكن التخلف عن خدمتها الآن لمن يستطيع، ولو شيئاً بسيطاً، يُخشى منه أن ندخل في قوله تعالى: (وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم) كما قال لي الشيخ عبد الله، صديقي وأخي الذي أنجبته الثورة.

الاثنين، 12 نوفمبر 2012

صباح الخير يا حلب

صباح الخير يا حلبُ

صباح النصر والتحرير

 بالتكبير يلتهبُ
صباح العزة الشماء

في الأوداج تضطربُ

صباح الثورة الغراء
قامت تغسل العارا
تردُّ البغيَ تدحضه
وتصلي خصمَها النارا

إذا ما قيلَ لي حلبٌ
يذوب بقلبي السكرْ
أغني باسمها طرباً
ومن أنسامها أسكرْ

صباح الخير يا بلداً
تحدى الظلم لم يركعْ
بحبل الله مرتبط
وحاشا يرهب المدفعْ

صباح الخير للثوار
في أرجائها انتفضوا
عن الأعراض قد ذادوا
وللحق السليب قضوا

صباح الخير لا تكفي
فداكِ القلب إذ أصبحْ
فداكِ الروح عاشقة
ثراك الطاهر الأملحْ


حلب  12/11/2012 م


الأحد، 11 نوفمبر 2012

زحمة يا دنيا

كان يوماً طويلاً جداً .. كله أولويات ، انتهينا من العمل الصباحي لنجلس بعد الظهر مع  ضباط الشرطة وأعضاء المكتب الأمني لاستكمال إنشاء جهاز الشرطة في حلب، وما كدنا ننتهي حتى بدأنا استكمال ترتيبات مكتب الإغاثة ومناقشة بعض المشاكل التشغيلية، فلما انتهي العمل وجدنا أن عدد الضيوف الكبير الذين زارونا اليوم من مختلف مناطق حلب، ولم يستطيعوا المغادرة بسبب خطورة التنقل الليلي تحت القصف، قد استنفد الفرشات المخصصة للنوم، ولا يوجد لنا مكان ننام فيه.
قررنا أن ننتظر قيام الإخوة لصلاة الفجر، عل بعضهم يقرر أن يقوم يتمارين الصباح ويتوفر لنا مكان. 
لا أذكر أنني تعرضت لمثلهذا الموقف من قبل، لكنني سعيد به رغم التعب.

السبت، 10 نوفمبر 2012

من تجارب الثورة: تبقى حلب درة الصناعة العربية

التقينا اليوم بقائد أحد الألوية المقاتلة في حلب، كان الللقاء بخصوص دور المجلس الانتقالي في ضبط التجاوزات، وتفعيل جهاز الشرطة المدنية الذي بدأ المجلس بإنشائه، وضمان حقوق الناس عبر تشغيل المحاكم بالتعاون مع المحامين الأحرار ومجلس القضاء الموحد،  وبعد اختتام اللقاء عرض علينا قائد اللواء قذيفة هاون مصنعة محلياً بأيدي شباب حلب.
وأخبرنا أنه بعد تجربتها أثبتت أنها أكثر دقة في إصابة الهدف وأعلى فعالية من القذائف التي يحصلون عليها من الخارج، والتي أكد أكثر من مصدر في الجيش الحر أنها يتم التلاعب بها كي لا تعطي النتيجة الطبيعية وتؤخر تحقيق نتائج حقيقية لصالح الجيش الحر بهدف استمرار النزيف السوري لوقت أطول.

كان الجميع مندهشين من الحرفية العالية ودقة الصناعة، إضافة إلى الحيل التي مارسها الشباب في الصناعة ليتغلبوا على بدائية الأدوات وندرة المواد الخام.

بشكل شخصي، أكثر ما شد انتباهي هو القدرة الهائلة لدى شعبنا على الإبداع متى ما توفر له مناخ الحرية الملائم، وكان لديه الحافز للإنتاج، هذا الشعب الذي عمل نظام البعث طيلة خمسين سنة على تدمير قدراته، وتهجير عقوله وكفاءات، وتحويله من منارة إبداع صناعي إلى شعب مستهلك خامل غارق في التوافه، وجاءت الثورة لتوقظه وتعيد إشعال فتيل إبداعه.

اختتمنا اللقاء بصورة لصناعة بلدنا في زمن الحرب، وكلنا ثقة أن هذا الشعب العظيم سوف يصنع في السلم ما يفوقها دقة وروعة وفائدة لبلده وأمته.



الخميس، 8 نوفمبر 2012

من تجارب الثورة: التخطيط الذكي

عقليات مبدعة

في استراحة بين ورشتي عمل حدثني أحد الإخوة الناشطين في حلب عن مدير فرن حكومي في ريف حلب كان يتوقع منذ بدايات الثورة بمعرفته الوثيقة بمدى إجرام النظام أن يلجأ الأسد وعبيده إلى تجويع الناس، وهذا ما فعلوه عبر قطع إمدادت الطحين والديزل اللازمة لتشغيل الأفران، واستهداف الأفران بالقصف وقتل البسطاء الذين ينتظرون دورهم للحصول على الخبز الذي قد يكون غذاء أسرهم الوحيد في ظل انعدام مصادر الدخل.
ما لفت انتباه صاحبي أنه في الوقت الذي عانت فيه معظم البلدات والقرى في الريف، والمناطق المحررة في مدينة حلب من أزمة في الخبز، كان هذا الفرن يوفر ما يكفي لسد حاجة بلدته، ويرسل مساعدات للقرى والبلدات القريبة.
سأله صاحبنا عن السر الذي يجعله قادراً على تشغيل فرنه وسط هذه الأزمة، فحصل منه على التفاصيل البسيطة، لكنها من نوع السهل الممتنع والتي تدل على الحس الإنساني والوطني الذي يتمتع به.
رأى الرجل من البداية أنه في موقعه سيفيد الناس أكثر من الالتحاق بالجيش الحر، وتوقع ما سيفعله النظام فبدأ بتخزين كل ما يستطيع الوصول إليه من طحين وديزل منذ بداية الثورة، بل وكان يحتال على التموين بما يستطيعه من حيل لزيادة الكميات التي يحصل عليها أيام الوفرة ويخزنها بعيداً عن الفرن، حتى تجمع عنده مخزون كبير تعامل معه بذكاء كي لا يتلف أو يتعرض للقصف، وبدأ باستخدامه عندما نفذ النظام سياسته القذرة.
في الأيام التي كان النظام يقصف بها المنطقة رفض إيقاف العمل في الفرن وتوعد من يتغيب من العمال بالفصل من عمله. كانوا يرجون منه التوقف كي لا يتعرض للموت، فيجيب بأن من كُتِب عليه الموت سيلحقه ولو على فراشه. 
تعرض فرنه للقصف عدة مرات فكان يرممه ويصلحه ويعيده للعمل. وقام بإعداد كوبونات يبيعها لأهل البلدة بعيداً عن الفرن ويرسل من يوزع لهم حصصهم الكافية ليومهم حسب عدد أفراد الأسرة دون الحاجة إلى تواجدهم أمام الفرن لحمايتهم من القصف. 
ولازال حتى اليوم يوفر الخبز لأهل بلدته ثم يلتفت لتحضير كميات إضافية يرسلها للمناطق التي تضررت أفرانها أو نفد مخزونها من المواد الأساسية.

ساق صاحبي هذه القصة للتدليل على قدرة أبناء سوريا على التعامل مع المشكلات بحلول مبتكرة متى توفرت النية الصادقة والثقة، وهو ما نحتاج إليه اليوم من الكيانات المختلفة العاملة على الأرض السورية: أن تتيح للمخلصين الابتكار والعمل لخدمة بلدهم بعد أن جعلهم النظام يعيشون خدماً في أرضهم طوال سنين.

نجوى

أعتذر لسوء التنسيق فأنا أستخدم جهازاً كفياً وفي أوقات متقطعة يتاح فيها الاتصال بالانترنت

اخلع رداء المترفين | والبس مسوح الزاهدين 
واطرق على باب الإله | ولُذْ بهِ فهو المعين 
بادر إذا هجع الأنام | لجنب رب العالمين
فاعرض ذنوبك كلها | واسكب دموع التائبين
وارفع أكف ضراعة | من بعد تعفير الجبين
لاهم يا رحمن يا | سندي وغوث الخائفين
ما خاب عبد قد رجاك | أيا مجيب السائلين
ها قد أتيتك مطرقاً | متذللاً صفر اليدين
ما حيلتي عمل به | أرجو جزاء الصالحين
كلا ولا أبديت يا | مولاي عزم المحسنين
لكنني يا سيدي | يا مفزعي في كل حين
لم أرجُ قطُّ سوى جنابك | يا أمان اللائذين
مولاي جئت بذلة | والقلب قطّعه الأنين
قدمتُ حسن الظن يا | أملي وحاشا أن تهين
عبداً تذلل في حماك | وأنت خير الراحمين

الجمعة، 12 أكتوبر 2012

مشاهدات من سوريا - اعزاز الباسلة

تقبل على اعزاز، المدينة الأقرب للحدود التركية من طريق حلب، فتستقبلك الدبابات المحترقة، والمسجد الذي قصفه النظام فهدمه .. 
تركها أهل اعزاز شاهداً على إجرام النظام.








السبت، 29 سبتمبر 2012

مشاهدات من سوريا - عبر الطريق

الصورة أبلغ من أي كلام أقوله .. كنت أحمل كاميرا تصوير فيديو صغيرة لكنني أفضل الصور الثابتة، لسهولة رفعها هنا.

محطة الوقود الأقرب إلى الحدود التركية من ناحية معبر السلامة، وقد دمرتها قوات النظام تماماً:



الثلاثاء، 11 سبتمبر 2012

خلاف الشيعة والسنة

المفكر العراقي الراحل علي الوردي ينقل لنا وجهة نظر الأمريكان في الخلاف التاريخي بين السنة والشيعة، يحاول تبسيطه كثيراً، لكن من يرجع إلى أصل الخلاف، قبل أن ينغلق الشيعة على أنفسهم نتيجة الضغط والاضطهاد السياسي ويبدأوا في الخط الديني المختلف تماماً.
الملفت في تعليق الوردي أن من ينظر للأمر من خارج الخلاف يراه تافهاً، وربما تكون بداية الحل لمشاكل الأمة أن ننظر للمستقبل، ونخطط له بعيداً عن قصص الماضي، وفي ضوء الكتاب الكريم الذي يمثل المنبع المتجدد للدين، لا الإطار الجامد الذي نحاول نحن خلقه.
 
 

الجمعة، 7 سبتمبر 2012

أبواب حلب

لطالما سحرتني حلب القديمة .. كلما عدت إليها زائراً من المنفى الذي أجبر والدي عليه والدُ السفاح الحالي ، كنت أهيم ساعات في الأزقة القديمة، أنصت للهدوء الذي يعمها، مهما علت ضجة الشارع.
قد يهدمها الطاغية اليوم بطائراته وقصفه، لكننا سنحمل في قلوبنا صورتها، ونعيد رسمها.. أحلى مع الحرية.
 
اللوحة التالية رفعها بطل حلبي، يشرح فيها -بعد أن انضمت للثورة- معنىً جديد لأسماء أبوابها:
 
 
سلمت الأيادي أيها الأبطال.

الثلاثاء، 4 سبتمبر 2012

صباح حزين .. ككل الصباحات في وطني

أقرر أن أبدأ مبكراً على غير عادتي.. غيرتنا هذه الثورة، أصبح النوم أقل، والأكل أقل، والضحك أقل.
أهجر البيت لمكتبي كي أنهي أعمالي المتراكمة .. وبدلاً من العمل أبدأ بتصفح أخبار البلد .. آه يا بلد ..
قصف جديد .. طفل يبكي أباه الشهيد ، وجثث متفسخة في الشوارع تنهشها الكلاب ..
يعود الحزن ليطفو على العقل،
اليوم أيضاً لن أعمل..
 
يمورُ في القلبِ حزنٌ لستَ تُنكِرُهُ 
ما أوجعَ الحزنَ يُمسي خصلةً فينا
 

السبت، 1 سبتمبر 2012

المجلس الانتقالي في حلب: زيادة انقسام أم خطوة ضرورية؟

أعلن مجموعة من النشطاء في حلب عن تشكيل المجلس الانتقالي الثوري لمحافظة حلب وريفها، وحددوا في بيان مصور أهداف المجلس، وعلى رأسها توحيد الجهود في المجالات العسكرية والسياسية والمدنية، مما يعني الاهتمام بالوضع المعيشي والأمني في المحافظة التي تم تحرير ما يزيد عن 60% منها، وتعاني حصاراً خانقاً وقصفاً متواصلاً من الطيران الأسدي لمنع استقرار الوضع فيها لصالح الثوار.
تباينت ردود الأفعال حول هذا الإعلان من بداياته، فهناك من يهاجمه لكونه يرى فيه إضافة كيان جديد لكيانات الثورة الكثيرة ، وهي مشكلة تعاني منها الثورة السورية منذ بداية العمل المسلح، كما أنه في نظر آخرين يسحب التمثيل السياسي المعطى للمجلس الوطني بعد أن نال شيئاً من الاعتراف الدولي.
أما المؤيدون لهذه الخطوة، فيرون أنها خطوة ضرورية في ضوء التراجع الإجباري -حيناً-  والمقصود -أحياناً- للخدمات العامة التي يفترض بالدولة أن تقدمها، وتعمد النظام السوري تجويع المحافظة عبر حصارها ومنع دخول المؤن والمحروقات إليها.
هذا الغياب الكامل لمفهوم الدولة يجعل الفراغ الحاصل خطيراً جداً على المواطنين الذين لم يتمكنوا من النزوح، وهو ما يهدد حياتهم في إضافة كارثية للقصف المتواصل تجعل من استمرار الحياة في المدينة وريفها أمراً في غاية الصعوبة، وتضع على عاتق الثوار، المنشغلين أساساً في العمليات العسكرية ومحاولة صد كتائب النظام، عبئاً إضافياً تعمد النظام أن يلقيه عليهم.
من هنا كان هذا الإعلان، وفي هذا التوقيت، أمراً ضرورياً وملحاً، ويستدعي من الجميع العمل على دعم هذا المجلس، فهو حدد من البداية طبيعته بكونها (انتقالية) أي أنه يهدف إلى ملء الفراغ الناتج عن سقوط الدولة  ومؤسساتها في المحافظة ، وليس كياناً يسعى إلى الاستمرار في المراحل اللاحقة بشكل حزب سياسي أو كتلة عسكرية تعمل لفرض أجندتها الخاصة.
كما أن القائمين على المجلس أعلنوا دعوتهم لبقية المحافظات لإعلان مجالس مشابهة تتولى تنظيم العمل على الأرض، وهو ما يفعله الثوار في بعض المدن حالياً، لكن بشكل محدود لا يلبي الحاجة إلى وجود كيان منظم بديل عن الدولة التي سقطت، وتلفظ أنفاسها الأخيرة.
علينا جميعاً أن ندعم هذا المجلس، والمجالس المشابهة التي نأمل رؤيتها قريباً، وذلك بالمال والإمكانات البشرية وخصوصاً في المجال الطبي، ومجالات الخدمات المدنية.
 

الجمعة، 24 أغسطس 2012

تثبت قبل أن تنقل


قبل الإنترنت كان الناس يتناقلون ورقة مطبوعاً عليها وصية الشيخ أحمد خادم الحجرة النبوية الشريفة التي ترد فيها بعض الأذكار، وفيها وعيد لمن يهمل نشرها وترغيب لمن يصورها وينشرها .. وجدتها على سيارتي عدة مرات ولم أصورها أو أنشرها .. ولا أزال حياً والحمد لله :-)
بعد الإنترنت بدأنا رحلة جديدة من التفاهات التي يرى أصحابها أنها مهمة، لذلك يريدون نشرها بأي شكل، بعضهم بحسن نية، وكثير منهم بسوء نية.
سمعنا مثلاً عن معجزة التين والزيتون التي اكتشفها فريق ياباني ثم وجد عالماً مصرياً سبقهم إليها فأسلم أعضاء الفريق، وهي قصة وصلت إلى الصحافة ونشرتها صحف معروفة، مع أنها مختلقة من ألفها إلى يائها.
هذا الكذب الذي يتناقله معظمنا دون تحقق يدخل في مجالات شتى، الموضوع الأكثر رغبة عند الناس هو ما يتعلق بالدين، فتارة يسمع رواد الفضاء صوت الأذان على القمر ويسلمون، وتارة يكتشف عالم غير معروف أن هناك ثقباً وحيداً في الغلاف الجوي تمر منه السفن الفضائية وإلا دمرتها الأشعة، ... وهكذا.
لكن هناك مجالات أخرى يحلو لمرتادي النت ومتبادلي الرسائل القصيرة نشرها وتكرارها، بعضها تتعلق بالصحة، وبعضها بأخبار الثوار والثورات، وبعضها بالأخبار الاجتماعية وهكذا.
لم يكن الموضوع ليعني لي الكثير فقد مللت من تنبيه أحبابي إلى هذه الأمور، وأصبح أفضل حل لي أن أحذفها فوراً دون تفكير.
لكن تغريدة قصيرة مرفقة بصورة غريبة وصلتني فجر اليوم من أستاذ فاضل جعلتني أتوقف قليلاً عندها، وأهدر بعض الوقت الثمين في البحث عنها.
لا أخفي أن الصورة المرفقة بالخبر كانت مذهلة، ومغرية جداً بالضغط على زر إعادة الإرسال (الريتويت) لكنني آثرت البحث عن الخبر أولاً.
كانت التغريدة تقول: تم بحمد الله قتل ثعبان البحر الأحمر القاتل وتم نقل جسم الثعبان إلى مشرحة الحيوانات بشرم الشيخ الدولية، والصورة المرفقة بها هي هذه:
 
 
بحثت عن الخبر مستعيناً بصديقي آية الله جوجل الذي يعرف خفايا النت، فأجابني بذكر عشرات الموقع التي أوردت الخبر، وذكرت أعداد الضحايا الذين قتلهم الثعبان من السياح والغطاسين، وبعضها تطوع بذكر أسماء الفريق العلمي والغطاسين الذين استطاعوا قتل الثعبان مما يعطي الخبر مصداقية عالية.. لكن الطبع المتشكك أبى أن يدعني، فجميع المواقع التي ذكرت الخبر هي منتديات عربية مخصصة لأنواع (اللت والعجن) بما لا يسمن ولا يغني من جوع، وهي بالنسبة لي مصادر غير موثوقة أبداً حتى لو كان ما أنقله منها وصفة تحضير شوربة الدجاج.
رجعت إلى صديقي جوجل الذي يساعدني دائماً فبحثت عن الصورة هذه المرة وليس عن الخبر، لأجدها في مواقع باللغة الفارسية، وهي كلها أيضاً منتديات عند جيراننا الفرس الذين يبدو أنهم تأثروا بنا في الاختلاق، أخذت النص منهم وعرضته على آية الله جوجل فترجمه لي بأنه العثور على أطول أفعى آرية (ثعبان فارسي) وهي الوحيدة من نوعها في العالم بطول 43 متراً وعرض ستة أمتار وعمرها 103 أعوام (يخرب بيت الدقة، كأنهم وجودوا معها بطاقة شخصية)، وزاد أصحابنا الفرس بصور أخرى للأفعى وهي تلتهم صاروخاً مطلقاً نحوها.
طبعاً لا يحتاج الأمر إلى كثير من البحث بعد ذلك، فأطول أفعى عُثِر عليها حية حتى الآن تبلغ 11 متراً ولم يذكر أي شيء عداها.
 
ما هو مصدر الصور؟
في الغالب أنها من أحد أفلام هوليود التي مر عليها بعض الوقت ونسيها الناس، ووجدها بعض التافهين فرصة لزيادة عدد الزيارات لمنتدياتهم.
من سرق الكذبة من الآخر؟
هل بدأها الفرس وسرقها العرب؟ أم العكس؟ لا يهم .. كلاهما أتفه من الآخر.
 
لماذا أكتب عن الأمر في عز قتل المئات يومياً في وطني؟
لأن العقول التي لا تفكر، والثقافات القائمة على النقل دون إعمال العقل كانت سبباً رئيساً في تخلف هذه الأمة ، وفي وصول أوطاننا كلها – ومنها سوريا– لما وصلت إليه اليوم.
لم أعد أقنع بتنبيه الشخص الذي يرسل الرسالة لي، بل أريد محاولة التصحيح قدر الإمكان، فإن نجحت في تنبيه عشرة أشخاص، وقاموا بدورهم بنشر فكرة التحقق والتثبت قبل نقل الأخبار، والفوائد والنصائح، ربما .. أقول ربما نستطيع أن نغير شيئاً من واقع تفكيرنا السطحي.
 
سامحونا.


الأحد، 12 أغسطس 2012

من الشهباء لحمص

يـا أهـل حمــصَ حبـاكــم ربـنــا مــدداً |  ردوا عليَّ فـؤادي كالــــذي كــانا 
ما كنت أرضى سوى الشهباء لي سكناً |  ولا أرى غيرها في الكون أوطانا
واليـوم أضـحـى فـؤادي عنـدكـم شغـفاً | أكــرِمْ بحمـصَ وسيـفِ الله جيرانا 

الجمعة، 27 يوليو 2012

العلم .. صدقة جارية

علمونا في المدارس حديث أفضل الخلق صلى الله عليه وسلم: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له.

كنت أفهم الحديث، في ما يخص العلم النافع تحديداً، أنه الدروس والمحاضرات والكتب والمؤلفات، لكن تجربة بسيطة حدثت معي قبل سنوات، وتذكرتها اليوم لأنه الجمعة، علمتني معنىً آخرَ للعلم النافع.
كنت أصلي الجمعة في جامع غير الذي تعودت الصلاة فيه أسبوعياً ، وكان بجواري شاب حدث السن، سمعته في جلسة الإمام بين الخطبتين يدعو: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.

كنت أعرف الدعاء المعروف بسيد الاستغفار لكن لم يخطر ببالي أن أدعو به عندما يحضنا الإمام على الاستغفار قبل جلوسه بين الخطبتين، وتعمد ذلك الشاب أن يرفع صوته به نبهني لما فيه من الفضل، فجعلت أدعو به كل جمعة بين الخطبتين، وأزيد عليه: اللهم اجز من علمنيه خير الجزاء .
هذا الشاب ينال دعاء مني وغيري ممن سمعوه واستفادوا منه دون أن نعرف اسمه..
هذا -إن شاء الله - من العلم النافع.

الاثنين، 23 يوليو 2012

سينتصر الشعب وينهزم الطغاة

شعب يلجأ للمساجد عند القصف -وهي مستهدفة من الجيش المجرم- ويرفع الأصوات بالتكبير يرد به القنابل لن يغلبه طاغية أحمق وضيع وحقير مثل بشار.
يستحق السماع لآخره.. فالمآذن يعلو منها صوت الدعاء والتضرع لله عز وجل أن يقصم الطاغية .. هي بلد تتحرر.


الخميس، 19 يوليو 2012

صور أداء اليمين الدستوري لوزير الدفاع السوري

تساؤل - ليس بريئاً - لماذا لم تعرض الصور مع الخبر وتأخرت حتى تساءل الناس أين هو بشار؟
والتساؤل الآخر: هل يؤدي رئيس الأركان عادة يميناً أمام رئيس الجمهورية؟ وهل الصور الخاصة بأداء الفريج مثل هذه اليمين -إن حصل- موجودة لنقارنها بما عرضه التلفزيون السوري؟

بالتأكيد من حقنا أن نتساءل طالما أن قطر تبني استوديوهات كاملة بحجم ساحات دمشق وحلب وحمص، وتضع فيها سيارات بلوحات سورية وفق ما أعلنه تلفزيون الدنيا اليوم.

والله .. عن جد هيك قالوا.

غياب بشار

هل غياب بشار الأسد عن الأخبار تماماً خلال هذه الأحداث المهمة أمر طبيعي؟
ما الذي حدث فعلاً في دمشق يوم 18/07 وغير وجه الأحداث بهذا الشكل الدرامي؟
لماذا صدر مرسوم تعيين وزير دفاع جديد بعد ساعتين فقط من إعلان خبر مقتل وزير الدفاع السابق ولم يعين رئيس للأركان ؟
هل قُتل وزير الداخلية فعلاً أم أنه مصاب؟

ربط تفجير أمس بحادثة تسميم أعضاء خلية الأزمة التي أعلن عنها الجيش الحر قبل ما يزيد عن شهر أمر منطقي ومقبول. لكن هل مات هؤلاء في حادث التسميم؟ أم أن بعضهم مات وآخرون أُلحِقوا بهم مؤخراً، ثم جُمعتْ الأسماء في حادثة واحدة؟
هل لروسيا أو إيران دور في ما يجري؟

الأسئلة كثيرة وأعتقد أن الزمن كفيل بالإجابة عليها، لكنني أعتقد أن هناك تغييراً حصل من داخل النظام، تولى بموجبه العماد فهد الفريج القيادة الظاهرية، فيما هناك جهة وراء الستار تتولى تحريكه.
من هذه الجهة؟
احتمال أن يكون ماهر الأسد، ولذلك تم الابقاء على اسم بشار كرئيس، بينما يتولى ماهر توجيه العمل، وفي هذه الحالة يصح التساؤل عن مصير بشار؟ هل أصيب كما تقول الإشاعات؟ هل قُتلْ؟ أم هرب؟ أم هو تحت الإقامة الجبرية؟

الاحتمال الثاني أن يكون هناك انقلاب (داخل النظام) بحيث تمت تصفية الصقور، وسيطرت مجموعة أخرى لا ترغب في الإعلان عن نفسها حالياً حتى تتم السيطرة على القطعات العسكرية المختلفة التي يجمع بينها أن قياداتها من طائفة الرئيس وكلهم تورطوا في الدماء وسيحابون بشراسة لو أُعلنَ الخبر بشكل مفاجئ.
في هذه الحالة قد يكون بشار مقتولاً أو مسجوناً أو جرى إبعاده لدولة تستقبله في صمت.

الاحتمال الثالث أن النظام تصرف بسرعة لقتل بعض كبار أركانه الذين يخططون للانقلاب عليه، فتغدى بهم، وفبرك حادث التفجير ثم وضع الفريج في الواجهة ليتحمل وحده نتائج ما يجري على الأرض. ويكون سبب غياب بشار في هذه الحالة هو الخوف من احتمالات وجود مؤيدين لحركة الانقلاب في الدائرة المحيطة به، مما يجعله في خطر يستدعي ابتعاده التام عن المشهد اليومي.

ليست هذه كل الاحتمالات بالطبع، وستزداد التكهنات يوماً بعد يوم حتى سقوط النظام لتتكشف كل الحقائق.
الأمر الوحيد المؤكد أن وضع الثورة على الأرض لم يعد كما كان قبل يوم 18/07

الأربعاء، 11 يوليو 2012

جريمة التفكير

هي صفحة لتسجيل ما أراه مهماً من أفكار.. ما توسوس لي به نفسي من مراجعات تزداد كلما تقدمت بي العمر
كنت أؤجلها حتى أجد شيئاً من الفراغ،
ثم أصبحت أؤجلها لحين انتصار ثورتنا المباركة
وأخيراً، أحسست باقتراب الأجل، فلم يعد في العمر مثل ما مضى، وإن كانت لدي فكرة لأهلي ومجتمعي، أو لو استطعت أن أحفز شخصاً ما على طرح فكرة تفيد، فلعلها تبقى لي عملاً صالحاً .. وما أحوجني إليه.

هي مساحة أتحدث فيها بحرية، قد تزعج الكثيرين ممن يرون أن التفكير يجب أن يكون وفق الأطر التي يعتقدون بوجودها، ولهؤلاء أقول: حاولوا أن تتسع صدوركم لما أقول .. "إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم من الله فيه برهان"