الأربعاء، 28 ديسمبر 2011

ما منحبك

مهداة إلى الراحل محمود درويش، صاحب "عابرون في كلام عابر" الرائعة

بحلوها ومرها
ببحرها وبرها
بخفقة النسيم في أنحائها
ورفة الطيور في سمائها
نقول: نرفضكْ

بحزن أمهاتها
بدمع من يتَّمْتَهُمْ
بنظرة الحرمان في عينِ اليتيمْ
ونظرة الإصرارِ في عين الأسيرْ
بنهدةِ الشيوخِ صابرينْ
بلقمة العيش التي صادرتها
بظلمة الموت التي خلَّفْتَها
نقول: نرفضكْ

برعشة التراب غاضباً
تمرُّ فوقه الجنودْ
بلفحةِ الهجير قائظاً
يسمّر الجلودْ
بدمعة السحاب باكياً
لشعبنا الشهيدْ
بكل ما في أرضنا
سمائنا
أحلامنا
نقول : نرفضكْ

الأحد، 11 ديسمبر 2011

اختر لنفسك

تأمل(ي) هاتين المجموعتين جداً.. ثم اسأل(ي) نفسك:
مع من يشرفني أن أقف؟ ومع من أريد أن أحشر يوم القيامة؟

المضربون:










هؤلاء مضربون اليوم وغداً وبعده .. حتى سقوط النظام
من كان منهم شهيداً، فروحه مضربة عن الابتسام لنا حتى نغسل العار عن سوريا ..
ومن كان منهم معتقلاً فمن أجل حرية سوريا ضحى بحريته، ولو كان بيننا لأضرب..


من يحارب الإضراب:













هؤلاء لا يريدونك أن تضرب، من أجل بقاء سيدهم الذي يعبدونه..
اختر لنفسك.
لمن تريد أن تنتمي؟ 



ما آخر أخبار جامعة المهل؟

سمعنا أن اللجنة الوزارية المكلفة بموضوع سوريا ستجتمع في الدوحة يوم السبت، لكن لم نسمع منهم شيئاً.
هل ما زال نبيل العربي جالساً بجوار الهاتف ينتظر اتصال الجزار بشار الأسد ليعطيه الشروط الأخيرة؟



أرجو أن لا يكون كذلك.

الخميس، 8 ديسمبر 2011

متظاهر

هذا حال متظاهري سوريا اليوم، يخرجون من بيوتهم يحملون أرواحهم على أكفهم، لا يدرون أيرجعون على أقدامهم أم محمولين إلى قبورهم - إن سمح الجلاد بدفنهم -
ومع ذلك يخرجون كل يوم
روحي فداؤكم أيها الأبطال


ودّعْ أحبابكَ
قَبِّلْهُمْ
ضُمَّهُمُ للصدرِ طويلاً
واثملْ من عبَقِ الأنفاسْ
* * *
كفكفْ دمْعَاتِكَ
اشربها
ملحُ الدمْعاتِ كعيشتنا
لا تحلو من غير كفاحْ
* * *
اكتُمْ أحزانَكَ
أجِّلْها
أدخِلها دُرجَ النّسيانِ
فعُمْرُكَ ملَّ منَ الأحزانْ
* * *
اغْسِلْ أكفانَكَ
عطِّرْها
والبسْها .. يعرِفْ جلّادُكَ
عزمَكَ
وا عِزَّ الأكفانْ
* * *
ثمَّ اخرجْ حراً
لا تركعُ
لا تقبلُ ذلّاَ
لا تخضعُ
لا تطلبُ مجداً أو جاهاً
ولترفعْ رأسَكَ فوق الروسِ
وصوتكَ يهدرُ :
الحريةُ للأوطانْ

مفرخة المهل الأزلية

مفرخةَ المُهَلِ الأزليّةْ .. جامعةَ العارِ العربيهْ

يا مصدرَ حزنٍ لا يُسلى .. يا أُسَّاً في كل بليّهْ

تحمونَ الظالمَ يقتلنا .. لا يرحم طفلاً وصبيَّهْ

اجتمِعوا أو لا تجتمعوا .. لا يحمي جمعُكُمُ ضحيَّهْ

من قبلُ خربتُمْ بغداداً .. لم تحموا يوماً حريَّهْ

واليومَ دمانا تلعنُكمْ .. تلعنُ مجلِسَكمْ سوريهْ

رزان غزاوي .. زهرة سورية في صحراء الديكتاتورية

رزان غزاوي .. فتاة سورية دمشقية، تربت في دمشق تحت حكم البعث الجائر، ووفق نظرياته القومية الشوفينية، المفروض أن تهب نفسها للدفاع عن النظام المجرم الذي يزرع سمومه في نفوس أبنائنا عبر مراحل دراستهم كلها، لكن معدنها الأصيل تغلب على هذا التوجه الإجرامي، فوقفت إلى جوار إخواننا في مصر عند بداية ثورتهم ..
كانت رزان واحداً من أهم مصادر المعلومات عن ما يجري في ثورة مصر، وانتقلت من مرحلة الكلام إلى مرحلة الفعل حين شاركت مع مجموعة من أبناء وبنات سوريا الأحرار في وقفة احتجاجية أمام السفارة المصرية في دمشق، أضاءوا خلالها الشموع وأنشدوا الأغاني الوطنية، فتدخلت قوات الأمن وضربتهم واعتقلت بعضهم.

رزان غزاوي لم تحمل يوماً سوى القلم، ولم تخف فكرة الحرية أمنية غائمة في نفسها الحرة، بل أعلنتها عالية مدوية.
وكانت هذه جريمتها في مملكة الصمت المسماة : سوريا الأسد
لا يحتمل الطاغية الذي نسب إحدى أعرق الحضارات البشرية إلى نفسه أن يرتفع صوت حر في المزرعة التي احتكرها مع أقربائه وحاشيته
لذلك اعتقلت رزان، ولذلك تقبع اليوم في البرد في إحدى زنازين الطاغية.

ومن المفارقات، أن  مدونة رزان -قبل اعتقالها - حملت عنواناً رئيسياً يقول:
النظام السوري لا يخشى المعتقلين، بل أولئك الذين لا ينسون المعتقلين


حسناً يا رزان
نحن معك .. ولن ننساك، مثل ما أصررت أنت أن لا تنسي معتقلي الحرية
نحن معك .. وسيزيد عددنا يوماً بعد يوم كي يخشانا النظام المجرم أكثر وأكثر.


شارك في حملة إطلاق رزان على هذا الرابط

السبت، 3 ديسمبر 2011

هرمنا.. حقاً هرمنا


في كل جمعة نكبر عاماً
لما نشاهده ونعيشه من قتل وفقد أحباب
لدموع الألم التي نذرفها مع أهلنا المحاصَرين المرابطين
لابتسامات الأمل التي ترسمها على وجوهنا هتافاتهم الرائعة
لما نعانيه من خوف يعتصر قلوبنا على مستقبل بلدنا

عام كامل نحياه يوم الجمعة ..
كيف لا نهرم بعد هذا؟

نسأل الله الذي فرج عن أهلنا في تونس كربتهم، وأفرح أحمد الحفناوي الذي هرم بانتظار يوم النصر أن يفرحنا بنصره قبل أن يتوفانا إليه.

الجمعة، 2 ديسمبر 2011

حمص: عاصمة الثورة، عاصمة الكرامة السورية

ماذا أقول عن حمص؟؟
حمص التي غيرت وجه التاريخ السوري ..
درعا أطلقت الشرارة .. هذا صحيح، لكن حمص هي التي أذكت نار الثورة
حين خرج أبطال حمص ومزقوا بأقدامهم صورة الطاغية المقبور حافظ فوق نادي الضباط سقط الخوف من قلوب السوريين إلى الأبد ..

أبطال حمص يسطرون بدمائهم يومياً أروع الملاحم، ويخطون الطريق إلى حرية سوريا واستعادة كرامتها التي سلبها آل الأسد طوال أربعين عاماً

قلبي إذا ما قيل: حمصٌ فزَّ منتفضاً || يا غضبة الله فلتخزي أعاديها
حمص الكرامةِ لُـبُّ القلب يحضنها || يا رحمة الله فلتسقي أهاليــها

يقولون:
أيام الأسبوع في حمص: الجمعة، الجمعة، الجمعة، الجمعة، الجمعة، الأربعاء، الجمعة
ومصدرها الحماصنة الذين لا تفارقهم خفة دمهم المشهورة رغم ما يحل بهم من قتل وحصار.

ويقول الحماصنة أيضاً:
أحبُّ خمسة أشياء إلى أهل حمص هي الثلاثة التالية: التكبير والمظاهرات !

حوووومص يا حبيبتي


الثلاثاء، 29 نوفمبر 2011

قلة التوفيق

فور انتهاء مؤتمر بليد المعلك كتبت على تويتر: هذا النظام سلط الله عليه نفسه، كلما تكلم أحدهم زاد فضائحهم أكثر.
وتذكرت اليوم، بعد أن فضحت الفضائيات مصدر أفلام العصابات المسلحة، مقالة كتبتها قبل أكثر من خمس سنوات عن قلة التوفيق التي يتمتع بها نظام الكذب في دمشق، أضعها اليوم هنا للتدليل على أن صفة عدم التوفيق صفة مستمرة من البنية الأساسية للنظام:

تقول جدتي حفظها الله: قلة التوفيق ما لها دواء.
تذكرت هذه الحكمة وأنا أقرأ التصريحات (البريئة) التي أدلى بها العميد رستم غزالة لصحيفة الرأي العام الكويتية.
بعيداً عن الأجواء المسرحية التي حفلت بها المقابلة، مثل: (يتوقف رستم غزالة بين حين وآخر عن الكلام، ثم يقول: "يشهد الله أني بريء، وكل ما نطلبه هو أن تكون المحكمة عادلة وأن يكون القضاء الدولي نزيهاً وأن تكون اللجنة مستقلة، ونحن واثقون أن سورية لا علاقة لها بالأمر، وأما إذا أرادت السياسة الدولية غير ذلك فهذا أمر آخر".)
وبعيداً عن استهجان سيادة العميد وتساؤله – وهو المسؤول عن الاستخبارات العسكرية في لبنان، والذي يفترض به أن يعرف تحركات كل القوى المعادية لقضيته القومية - عمن سجل اتصالاته مع كبار السياسيين اللبنانيين، والتي كان عبرها يدير شؤون (القطر الشقيق) لدرجة أنه يمون على الرئيس لحود بإيقاف الحملات المتبادلة مع الشهيد الحريري، كما أشار في لقائه: (سيبادر اذا "للاتصال بلحود لاقرار هذه الهدنة خصوصاً بعدما كان قد طفح الكيل".)
بعيداً عن هذه التفاصيل (الصغيرة)، كان أكثر ما لفت انتباهي هو حديث العميد غزالة عن لقائه بوليد جنبلاط عشية التمديد للرئيس لحود، هذا اللقاء الذي انتهى بإلغاء موعد جنبلاط مع الرئيس السوري، بعدما تبين لغزالة أن جنبلاط ينوي أن يسمع الرئيس السوري كلمة (لا) التي لم يسمعها طول حياته، يقول غزالة عن لقائه بجنبلاط: (حينها شرحت له أسباب حرصنا على التمديد، بدءاً بمشروع الهيمنة على المنطقة وصولاً الى الخطر الأميركي الاسرائيلي، فبادرني باتهامنا بأننا نعمل مع أميركا وننسق أمر التمديد معها، فقلت له: يا ريت، ورجوته أن يتفهم موقفنا، لا بل عرضت عليه أن يبقى هو ونوابه معارضين شرط أن يقول انه يترك لهم حرية الاختيار فرفض، ثم قلت له ان الشروط التي كان أرسلها لنا عبر وئام وهاب (وزير في حكومة عمر كرامي الأخيرة) نقبلها، وهي تعيين 2000 دركي، والحصول على 300 مليون دولار لصندوق المهجرين، ووزير للداخلية، فكرر رفضه).
العميد رستم غزالة يتحدث بأسى بالغ، ويشكو للصحفي – اللبناني للمفارقة المضحكة – كيف أن وليد بيك ناكر للجميل، وشخص لا ينفع معه المعروف!!
ما الذي يريده وليد بيك أكثر من تحقيق مطالبه؟ أليس الجميع يبحثون عن مصالحهم؟
ضابط برتبة (عميد) من دولة شقيقة، يفترض أن مهمته المساعدة في حفظ الأمن وإحباط محاولات العدو الصهيوني للتسلل من البلد الشقيق، هذا الضابط يعرض رشوة سياسية ومالية على أحد الزعماء السياسيين ليقبل بإجراء تعديل دستوري (أصبح الأمر سهلاً بعد أن جربناه في سورية ليصبح لدينا دستور قص ولزق كما لدينا ورق قص ولزق) ليبقى الرئيس مكانه رغم أنف الدستور، لا لشيء سوى لأن الرئيس الآخر – الرئيس الفعلي لكلا البلدين – لا يقبل أن تنكسر كلمته، ولا أن يقال له (لا)، ولو اضطر لتكسير لبنان على رؤوس أهله.
يمكننا طبعاً أن نتخيل مدى خيبة الأمل التي أحس بها العميد رستم غزالة لسماع (لا) من وليد جنبلاط. لقد بذل له كل شيء، تعيين 2000 دركي ممن لا تنطبق عليهم شروط التعيين (وإلا لما احتاج وليد بيك لمثل هذه الخدمة)، والحصول على 300 مليون دولار لصندوق المهجرين – الذي يشرف عليه وليد بيك – مما يعني أنه يستطيع اللعب بميزانية الدولة، وأخيراً، تعيين وزير داخلية يرضى عنه وليد بيك.
طبعاً لم يتحدث سيادة العميد عن الثمن الذي كان عليه أن يدفعه لترضية أطراف أخرى لتقبل بهذا الحل لو وافق عليه وليد جنبلاط. أما وأنه لم يوافق، فلا داعي إذاً لزيارة دمشق، فدمشق لم تسمع إلا (نعم) منذ أربعين عاماً، بعض هذه الـ (نعم) تكتب بالدماء.

نعود إلى جدتي.. ما الذي ذكرني بحكمتها؟
في ما يصر السياسيون السوريون على أنهم لم يكونوا يتدخلون في الشؤون الداخلية اللبنانية، وأنهم اكتفوا بدور الوسيط بين الأطراف اللبنانية لمنع الاقتتال الأهلي (الذي يراهنون عليه الآن)، لدرجة أن وزير الخارجية السابق (الذي كان أداؤه مميزاً في إدارة الأزمة مع لبنان لدرجة ترقيته لمنصب نائب الرئيس) رد على وساطة وزير الخارجية الأسباني بأن التمديد للحود (شأن لبناني داخلي) حسب رواية عبد الحليم خدام.
وسط هذا الإصرار، يخرج علينا المتهم الأول في اغتيال الشهيد رفيق الحريري مقسماً الأيمان المغلظة بأنه بريء، ومتحدثاً في الوقت ذاته – بكل براءة – كيف كان يحاول رشوة السياسيين اللبنانيين للقبول بالتمديد عبر استخدام صلاحياته في تسيير أمور من صميم سيادة الدولة اللبنانية (الأمن والمال)، ضارباً عرض الحائط بكل تصريحات رؤسائه السابقة عن عدم التدخل.
قلة توفيق .. أليس كذلك؟
في الأيام الأخيرة، أعتقد أن الشيء الوحيد الذي كان سيادة العميد غزالة موفقاً هو عدم التواجد في مكتبه في لحظة معينة، وفقاً للخبر الذي سمعناه مؤخراً من دمشق عن أن العميد غزالة حاول الانتحار، لكنهم لم يجدوه في مكتبه!


رابط المقال على شفاف الشرق الأوسط

فضيحة النظام وأزلامه على يد المعلك

ضجت الدنيا مساء أمس بعد الفيديو الذي عرضه المعلم بفضح التزييف على أعلى مستويات السلطة السورية، وأكد الجميع على سقوط أي مصداقية للنظام لدى المنحبكجية الداخليين والخارجيين بعد أن أثبت عجزه عن إثبات وجود العصابات المسلحة فلجأ إلى انتحال أفلام مصورة قبل سنوات في لبنان ليقول أنها تحدث في سوريا.

بالنسبة لي لم يكن الأمر مفاجأة فكذب النظام أمر مفروغ منها، كما أن سوء إدارة الدولة في عهد البعث ينسحب على جميع نواحي الحياة وأجهزة الأمن باختلافها ليست استثناء، مما يجعلها تخضع للمحسوبية والرشوة في التعيينات والتدريب لا الكفاءة والحاجة لحماية الأمن فعلاً، لذلك رأيناهم يفشلون في أداء مهمات القمع، تماماً كما فشلوا في فبركة تورط الجهات الأجنبية المزعومة في التحريض على الثورة في سورية، وأخرجوا النكتة الشهيرة المعلروفة بحبوب الهلوسة من ماركة الجزيرة.

لكن المفرح في هذه الفضيحة هو التأكيد على تبعية موقع الحقيقة الذي أسسه نزار نيوف للمخابرات السورية، رغم ما يدعيه من هجوم على النظام السوري، ورغم أنه في الفترة الأخيرة بدأ ينفضح بشكل كبير بسبب ضيق الخناق على النظام واضطراره إلى اختلاق القصص التي تدافع عنه باستماتة، إلا أن حكاية العصابات الإرهابية جاءت وبالاً على الموقع التعيس، فهو نشر منذ حوالي ستة أشهر نفس الفيديو المصور في لبنان، وكتب مقدمة مطولة أكد فيها أنه استعان بخبير من مديرية الآثار في طرطوس وأنه أكد لهم أن المنطقة المصور فيها الفيديو معروفة لديه وأنها بجوار قلعة المرقب، وأكد الموقع الذي ليس له من اسمه أدنى نصيب أن اشتباكات عنيفة تمت هناك بين الجماعات الإسلامية المسلحة وقوى الأمن بدليل صوت الرصاص الظاهر في الفيلم.
لم أهضم فكرة المزاح الذي يدور بين أفراد المجموعة المسلحة بينما إخوتهم يقاتلون بجانبهم، كما لم أستوعب أن يتم تصوير أحد السلفيين المسلحين وهو يدخن، لكنني لم أملك وقتها أي معلومات موثوقة أو خبرة فنية كافية لفضح الموضوع فانتظرت مؤملاً أن ينكشف يوماً ما.
حسناً، أتى اليوم سريعاً ولله الحمد، وبشكل أهم من فضح موقع الحقيقة فقط، وقد استطعت الوصول إلى التقرير على موقع الحقيقة، لكن الفيديو الذي وضعوه ضمن رابط تمت إزالته من موقع يوتيوب بواسطة المستخدم كما يقول الموقع.
 
هنا تقرير أخبار المستقبل عن حادثة التزوير:



وهذا الرابط لصفحة الحقيقة التي نشروا عليها تقريرهم الخطير: اضغط هنا

وهذه صورة من الموقع في حال قرروا إزالة التقرير لأي سبب:






الاثنين، 28 نوفمبر 2011

بليد المعلك .. كاريكاتير متحرك

في مؤتمره الصحفي اليوم، بدا وليد المعلم أكثر تفاهة ومللاً أكثر من قبل، أي تفوق على نفسه.
كان يحرك رأسه فتترجرج خدوده المكتظة بما يطفحه من قوت الشعب ..
بدا تافهاً جداً وهو يهدد دول الخليج بمنع تصدير الأغنام التي تعودوا على أكلها !
بدا ضعيفاً ومتهالكاً وهو ينكر وجود الدبابات في شوارع سوريا

باختصار: بدا مهترئاً مثل النظام الذي يمثله.

رَجْرِجْ خدِّيْكَ كما شئتَ ** وانعقْ، فالباطلُ ما قلتَ
هـدِّدْ أوروبــا بــدمــــارٍ ** وامسحْها ، فالراسمُ أنتَ
واشتمْ إخوتَنا من يعربَ ** فعروبةَ أجدادكَ خُنْتَ
هدِّدْهمْ تأكــــلُ أغنـامــاً ** صحِبَتْكَ زماناً .. فسَمِنْتَ
لا عجباً تأكلُ أصحابَكَ ** ذا دَيْدَنُ حزبكَ مُذْ كُنْتَ

جوجل سوريا

اليوم ينتخب المصريون برلمانهم الأول بعد الثورة، جاملهم عمنا جوجل ووضع لهم الصورة التالية على صفحة جوجل مصر



بعد نجاح ثورتنا إن شاء الله، سيكون لدينا جوجل سوريا، ونتوقع أن نرى صورة شبيهة بهذه، بدلاً من النتيجة الطريفة التي نحصل عليها الآن عندما نبحث عن جوجل سوريا



أشخاص خلف الأخبار

المناضلة الرائعة رزان زيتونة تكتب عن "ياسمين" .. المنسقة التي تنقل أخبار الثورة السورية إلى الإعلام
لم أستطع حبس دموعي وأنا أقرأها، ولا أظنكم تستطيعون

يعاني أصدقاء ياسمين في المكتب الاعلامي للجان التنسيقية المحلية، في حالات ثلاث: حين تضطر للغياب عن العمل، وحين تسمع نبأ اعتقال أحد النشطاء الذين كانت على تواصل معهم، وحين اضطرارهم “لترجمة” بعض مفرداتهم العامية التي تستعصي عليها.
في الحالة الأولى:
لأنها روح المكتب وابتسامته كما يصفها أصدقاؤها. منذ ما بعد بداية الثورة بقليل اعتادت ياسمين على التواصل مع شباب وشابات الثورة وعائلات المعتقلين والشهداء، فضلا عن مختلف وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمقروءة، العربية والغربية.
“كانت البدايات صعبة للغاية، حين كان تمرير خبر للإعلام عن مظاهرة أو نشاط احتجاجي يكاد يكون بصعوبة تنفيذ النشاط نفسه. كنا، زملائي في الفريق وأنا، نعمل كخلية نحل من أجل الحصول على المعلومات ومقاطعتها وتدقيقها ثم إرسالها إلى وسائل الإعلام التي كانت لاتزال متشككة في الكثير من الأنباء أحيانا أو غير مبالية أحيانا أخرى”.
رغم أن الفريق يضم نشطاء ليس لمعظمهم خبرة صحفية سابقة، إلا أنه حاز مع الوقت على المصداقية الأكبر لدى وسائل الإعلام المختلفة.
“كنا نصحح أخطاء بعض ونراقب أداء بعض، وأمامنا هدفين متلازمين، دقة المعلومة قدر المستطاع في ظل ظروف عملنا، وأن نراها من ثم على شريط الأنباء أو كخبر عاجل على الفضائيات.. سعادة شباب الثورة وسعادتنا كانت لاتوصف حين يعرض فيديو قاموا بتصويره أو يأتي خبر مظاهرة نظموها”.
مصاعب البدايات لم تقتصر على التعامل مع وسائل الإعلام، بل بالدرجة الأولى ربما في التواصل مع النشطاء الميدانيين صانعو الخبر وناقلوه.
“في البدايات، كان البعض يغلق السماعة في وجهي، آخرون يتكلمون بأدق التفاصيل لدرجة تشعرني بالرعب عليهم حتى أتمنى أن أغلق الخط وأنهي المكالمة، مع الوقت أصبح الأمر أكثر من عملية نقل حيادي للأخبار..أصبحت أعيش في قلب الثورة من خلال أصواتهم..وهو مالا تستطيع صياغة خبر أو أية كلمات في العالم نقله.. في إحدى المرات اتصلت بشاب من داعل وكان وسط المظاهرة، وقال لي ياسمين اسمعي الهتافات: حرية حرية، سلمية سلمية، وبدأ بالبكاء..وبدأت بالبكاء معه..”.
تقول ياسمين أنها “شهدت” عبر الهاتف..اقتحامات المدن والقرى، أجمل المظاهرات، لحظات فرح شباب الثورة وغضبهم… أول هتافاتهم وآخر نكاتهم..
في الحالة الثانية:
لأن ياسمين وفريقها ليسوا من الصحفيين “المحايدين”، بل هم على انحياز كامل للثورة وأهلها..ومع الوقت يتشكل عالم موازِ قوامه حكايا النشطاء وعائلاتهم وتفاصيلهم الصغيرة التي لا مكان لها في نشرات الأخبار، لكنها تعلمنا أن نتلصص على دقات قلب الثورة ونضبط دقات قلوبنا على إيقاعها.
“الأستاذ عمر من حماه، في العقد الثامن من عمره، كان يخبرني في كل مكالمة أنه يحلم بهذه اللحظات منذ أربعين عاما. وعندما دخلت الدبابات إلى المدينة قال لي: ياسمين، أنا لن أحزن إذا قتلت إلا لأنني لن أكون قادرا على الاحتفال معكم في ساحة العاصي العظيمة..لا أعرف مصيره منذ الاقتحام، هل هو معتقل أو متواري أو استشهد..”.
“عندما أضطر للحديث مع طفل تعرض للاعتقال، كنت أستمر بالبكاء بصمت طيلة المكالمة، أحس بكل ما يصف من عنف مورس عليه على جسدي ركلا أو صفعا..وبالقهر في صوته الضعيف وارتباكه في فهم ماتعرض له.
لكن لا يوجد أقسى من الحديث مع الأمهات..وجميعهن يكررن السؤال نفسه، إن كان سيطول غياب أولادهن، وكأنني لمجرد قدرتي على نشر الخبر أملك القدرة على تعديله وتقرير موعد الإفراج عن الابن الغائب..
أتذكر إحدى الأمهات من بانياس، اعتقل أربعة من أبنائها، قالت لي وهي تبكي: يا أمي فدا الوطن..لكن الصغير مريض ويحتاج إلى دواء، فقط أوصلوا له الدواء ولا أريد شيئا من هذه الدنيا.. قريبة الشاب طلبت مني أن أقول نعم، وبالفعل وعدت الأم كذبا بإيصال الدواء..بعد فترة اتصلت بي الأم تسألني إن كان الدواء قد نفذ لترسل غيره..يا إلهي..”.
“عند اقتحام جسر الشغور كنت أتحدث مع ناشط قتلت أخته وأربعة من أصدقائه ، وكان وقتها مختبئا في حمام منزلهم، يراقب من نافذته الصغيرة المدينة التي لم يبق فيها إلا رائحة الدم والخراب. وفجأة بدأ يحدثني عن الصبية التي يحبها، وكيف كان يسرق اللحظات كي يلتقيها أو يتصل بها، وكيف أن الشيء الوحيد الذي يتمناه قبل أن يموت هو أن يراها، ثم بدأ يضحك، ثم أخذ يبكي، وقتها سألني سؤالا لم أعرف إجابة له غير الإجهاش بالبكاء.. : آنسة ياسمين، هل تعتقدين أنها لا تزال على قيد الحياة؟”.
ليس من السهل تحقيق التوازن دائما بين الجانب الانساني وإلحاح طلب المعلومة خاصة في أوقات الأزمات والاقتحامات والحصار…وسقوط الشهداء. مع لهفة النشطاء الدائمة لتوصيل الأخبار بالسرعة الممكنة، إلا أنه في لحظات معينة تنقلب هذه المهمة عبئا يترجم نفسه بشيء من الغضب أو الانفعال، كما تصف ياسمين.
“كنت أسأل أحد النشطاء عن أسماء الشهداء في جبل الزاوية منذ أيام..وفجأة قال لي من دون مقدمات، بأن الشهداء بالنسبة لي هم مجرد أرقام..وأنني لا أهتم بهم إلا كخبر صحفي.. وأنهى المكالمة، قبل أن أخبره أنني أتألم بالفعل لكل شهيد، وأتخيل كل تفصيل في حياته، كيف يفتقده عزيز ما، ويتألم لكرسيه الفارغ على مائدة العشاء، كيف يفتقده طفله أو تبكيه والدته.
في مرة أخرى كنت أتحدث مع شخص من القامشلي حول مظاهرات ذلك اليوم، وفجأة بدأ يحدثني بعصبية بدون مبرر..ثم صمت قليلا قبل أن يخبرني أنه لم يلتق عائلته منذ أكثر من ثلاثة أشهر، وأن لديه ابنة ربما تكون في مثل عمري وهو مشتاق لها كثيرا..”

الثورة ليست كلها ألم ودموع، تقول ياسمين، هي في الأصل فرح خالص بفعل تحررنا اليومي، وتصف كيف أنها لا تتوقف عن الاندهاش حول كيف يخلق السوريون لحظات المرح والسخرية والنكتة من ركام المعاناة اليومية.
“أحيانا أتحجج بنقص المعلومات للاتصال بهم كي أجد لنفسي شيئا من السكينة وسط أمواج الأخبار المتلاحقة عن الحصار والقصف والشهداء.. مثلا فادي من حمص يجعلني أضحك بلا توقف، كلما اتصلت به يسألني لماذا تأخرت بالاتصال، ويبدأ بالصراخ علي مؤنبا حتى أشعر أنني في دوام رسمي أمام رئيسي في العمل، وصوت ضحكته يعلو دائما على صوت الرصاص الذي أسمعه من حوله عبر الهاتف..
أحيانا تكون الضحكة وليدة موقف محرج، لكنه على الأقل يذكرنا بأننا أشخاص طبيعيون ولدينا حياتنا الخاصة التي تقريبا نسيناها.. اتصلت مرة بناشط من ادلب، فردت علي زوجته وبدأت باستجوابي، من أنا ولماذا أريد التحدث مع زوجها..الخ ثم قالت لي أنه يستحم وسيتصل بي عندما يجد وقتا لذلك! قبل أن تغلق السماعة في وجهي”.
في الحالة الثالثة:
لأن ياسمين حالها كحال آلاف السوريين يعيشون في المغترب أو المنفى منذ فترة طويلة، ويرغبون بالمساهمة في الثورة بما استطاعوا إليه سبيلا. وهي من موقعها كمنسقة المكتب الإعلامي، تتدفق بالحكايات حتى تكاد لا تنتهي، وأضطر لحذف معظمها كوني أعجز عن نقل ماتنطوي عليه من عمق وبساطة في الوقت نفسه بالكلمات المناسبة..
“ مع الثورة، بدأت بالتعرف إلى شخص آخر داخلي، ربما ما كنت لأكتشفه لولا الثورة..الآن أنام وأصحو مع السوريين في الداخل..الثورة غاية في الألم..الألم لا يطاق..لكنها أيضا أيام لن تكرر.. أحب أنني جزء من هذا كله بالقدر الذي أستطيعه”.
“وأنا مدينة باستمراري للفريق الرائع الذي أعمل ضمنه من نشطاء في الداخل والخارج، كلما أحس واحدنا بالتعب يتولى الآخرون مهمة غسل التعب عن روحه..”.
لكن الثورة ستنتهي يوما، أسأل ياسمين، فتقول: “وقتها، سأرجع إلى سوريا، وأعمل من أجل سوريا الجديدة ومع أطفال الشهداء بالذات، سأحكي لهم كل القصص التي لم يتمكن آباؤهم من روايتها لهم، هذا الجيل القادم هو ياسمين البلاد الحقيقي الذي سيلقي ببياضه ستارا على عقود الدماء والقتل والقهر التي عاشها آباؤهم”.

رزان زيتونة
المصدر:
مدونة The Damascus Bureau هنا

الجمعة، 25 نوفمبر 2011

المحنة طالت يا ربي

هل تقلقنا المؤامرة علينا من العالم أجمع؟
هل أحبطنا تنكر الأشقاء لنا، وإعطاؤهم المهلة لقاتلنا كي يمعن في القتل؟
هل أصبحنا نحس أننا وحدنا في هذه المحنة دون نصير من البشر؟
لا بأس، هذه بشارة النصر إذاً :

(الذّين قالَ لهمُ الناسُ إن الناسَ قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعمَ الوكيل * فانقلبوا بنعمةٍ من الله وفضلٍ لم يمسسْهم سوءٌ واتبعوا رضوان الله واللهُ ذو فضل عظيم * إنما ذلكمُ الشيطانُ يخوفُ أولياءه فلا تخافوهمْ وخافونِ إن كنتم مؤمنين)
هل بدأنا نحس باليأس لطول فترة المحنة وكثرة الشهداء وقلة الناصرين؟

حسناً، ربنا سبحانه وتعالى أعطانا درساً لعلمه أننا نحتاجه، أخبرنا أن من هو خير منا لاقى شتى صنوف البلاء في مواجهة من هو شر من المجرم الذي يفتك ببلدنا، ثم .. ما كانت النتيجة؟
(حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِين)

هل نشفق على أهلنا المحاصرين في مدن سوريا المنتفضة وهم يعانون البرد والجوع والخوف والحصار؟ هل بدأنا نتساءل: أيأتي النصر حقاً؟ أم يستمر الطاغية في حكمنا كما استمر أبوه المجرم من قبله؟
الحق جل شأنه أجابنا على هذا السؤال قبل قرون:
(أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَآءُ وَالضَّرَّآءُ وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ)

ألا إن نصر الله قريب

السبت، 19 نوفمبر 2011

سيدي خالد

في وثائقي بثته قناة العربية، رأيت خلال أقل من خمس دقائق ثلاثة ضيوف من حمص (رجل كبير وامرأة وشاب) لا تظهر شخصياتهم بل أصواتهم، وفي الحوار مع الثلاثة خلال الدقائق الخمس تكرر اسم "سيدي خالد" - بكسر السين وعدم تشديد الياء كما ينطقها أهل حمص بلهجتهم المحببة- أكثر من سبع مرات.
حضور سيدنا خالد بن الوليد في حمص لا ينكر، مجاورة أهلها لهذا البطل المغوار جعلتهم كلهم - مسلمين ومسيحيين - أبطالاً.
هنيئاً لحمص جوارها الكريم، وهنيئاً لسوريا وجود حمص وأهلها فيها.

سِيدي خالدْ
حين الدنيا تُمطرُ قصفاً
أرفعُ رأسي
أسمع صوتكْ:
(لا نامت عين الجبناءْ)
حين الباغي
يرسل جيشَهْ
كي يقتربوا من مسجدكَ
أُبصِرُ جحفلهم مهزوماً
لا يجترئُ على مرقدكَ
(لا نامت عين الجبناءْ)
سيدي خالدْ
يا مدرسةً
في نصرة حق الضعفاءْ
يا من علّمنا أن نطلبَ
موتاً
كي يخشانا
رسلُ الموتِ
أن نمضي في درب الحقِّ
أن نكسرَ جدرانَ الصمتِ
أن نعلنَ أنّا لن نركعَ
إلا حين الباري يشاءْ
سيدي خالدْ
ذي بركاتك عمَّتْ حمصاً
(لا نامت عين الجبناءْ)

الجمعة، 18 نوفمبر 2011

كيف ستهزموننا؟

أطفالنا، صبياناً وبنات يهتفون صباح مساء:
الشعب يريد إعدام الرئيس
فمن يغلب هذا الشعب؟
كيف تستطيعون إطفاء جذوة الثورة، وهي تشتعل ممتدة إلى أصغر أبناء الشعب الحر؟
كم تقتلون منا؟ عشرة آلاف؟ عشرين ألفاً؟ مائة ألف؟
وماذا بعد؟؟
ليس بعدها إلا ما يطالب به الشعب:
إعدام الرئيس



الشهيد محمد خالد برهان

نقلاً عن صفحة ياسين الحاج صالح على الفيس بوك:
ما حدث البارحة ليلاً في الزبداني يصعب أن تراه إلا في الأفلام الملحمية
الشهيد محمد خالد برهان
خرج من المعتقل بعد قضاءه ثلاثين يوماً ...رآه أحدهم يبكي في السجن سأله ما بك ؟
قال له لم يتركوا طريقة بالتعذيب لم يجربوها في .ولا تهمة إلا وألصقوها بي ..
عندما أفرج عنه أصبح يعض على أصابعه ويقول بالباص أشتاق لأولادي واتصل بزوجته وطلب منها إيقاظ الأطفال ...فرحوا جداً وخرجوا لاستقبال والدهم ..وعند وصوله ضربوا... له الألعاب النارية فتلقاهم الأمن بوابل من الرصاص ..رصاصة واحدة أخترقت جسده ونفذت إلى جسد عديله الذي كان يعانقة بحرارة ليخر الإثنان على الأرض ..ولم يصل بعد لفلذات كبده ..انقلب الفرح لعزاء ..
الآن تجلس الأختان تبكيان ..
واحدة تبكي فراق زوجها والأخرى تتمنى أن يخرج زوجها من العناية المشددة ...
الزبداني كلها بكته ..حتى السماء بكت بغزارة ...أغلقت جميع المحلات أبوابها ..والدنيا كلها حداد..
كل هذا حدث برصاصة واحدة دفعنا ثمنها

أوراق قديمة

كتبتها قبل خمسة وعشرين عاماً، كنت آنذاك محروماً من زيارة سوريا كغيري من أبناء المهجرين قسراً عنها، ولم يدر في خلدي وقتها، ولا حتى قبل تسعة أشهر، أن هناك أبطالاً من شعبنا سيجعلون موعد رجوع المنفيين قريباً

و أهرب من زحام الوقت
في أحضان محفظة
تضم   دفاتري الأولى
أقلب  ، أقرأ الكلمات
أضحك من سذاجتها
 ( أنا أهواك يا أمي)
(مساء الخير يا أبت)
و .. (عفوا  سيدي الشرطي)
و أطرب إذ أرى سطرا
فريدا  بين إخوته
يعيد لقلبي الملهوف   شيئا  من براءته
( أحن إليك يا وطني)
أحن إليك يا وطني
و ماذا تنفع الكلمات حين الشوق يضنيها ؟
و ماذا تطفئ العبرات إن شب الهوى فيها ؟
 ( أحن إليك يا وطني )
و أبحر في دجى الأحلام أسرح في نواحيها
أفتش عن جزيرتنا و حب تائه فيها
جزيرة أمسنا المأسور بين الجرح و الجرح
جزيرة نبعنا المفقود في بحر من الملح
و أشرع أقتفي آثار من ساروا على الدرب
فكانوا خير نبراس  على درب الهوى الصعب
و أبكي موطنا  ماتوا  فداء إبائه العذب
و أرجع سائلا  نفسي
ترى أقضي كما قبلي
قضوا في هذه الغربة
ترى في أي مقبرة
سيثوي في غد  رمسي
و تبقى تلكم  الكلمات زينة دفتري البالي
أحن إليك يا وطني
أحن إليك يا غالي