علمونا في المدارس حديث أفضل الخلق صلى الله عليه وسلم: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له.
كنت أفهم الحديث، في ما يخص العلم النافع تحديداً، أنه الدروس والمحاضرات والكتب والمؤلفات، لكن تجربة بسيطة حدثت معي قبل سنوات، وتذكرتها اليوم لأنه الجمعة، علمتني معنىً آخرَ للعلم النافع.
كنت أصلي الجمعة في جامع غير الذي تعودت الصلاة فيه أسبوعياً ، وكان بجواري شاب حدث السن، سمعته في جلسة الإمام بين الخطبتين يدعو: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.
كنت أعرف الدعاء المعروف بسيد الاستغفار لكن لم يخطر ببالي أن أدعو به عندما يحضنا الإمام على الاستغفار قبل جلوسه بين الخطبتين، وتعمد ذلك الشاب أن يرفع صوته به نبهني لما فيه من الفضل، فجعلت أدعو به كل جمعة بين الخطبتين، وأزيد عليه: اللهم اجز من علمنيه خير الجزاء .
هذا الشاب ينال دعاء مني وغيري ممن سمعوه واستفادوا منه دون أن نعرف اسمه..
هذا -إن شاء الله - من العلم النافع.