الاثنين، 25 أبريل 2011

شهباء.. كنتِ مدينتي

لم تكن حلب يوماً بهذا الجبن والتخاذل والسلبية، لا أدري ما دهاها، لكنني أعرف شيئاً واحداً، أنني لا أنتمي إلى من يبيع دماء أهله وإخوانه

ذل يحيط بها عار يجللها                     خوف يغشّيها خزي يغطّيها
ماذا دها حلباً ماذا ألم بها                     أين الأباة ومن أعلوا مبانيها
أين الرجال سرير الشمس مقعدهم          تعلو رؤوسهمُ من عزةٍ تيها
دانوا وأحنوا لبشارٍ نواصيهم                من خوفهم ماثلوا النسوان تشبيها
حاشا النساء يُطِقـْنَ الظلمَ مثلكمُ              سلوا حرائرَ بانياسٍ تُـفَـدِّيها
شهباء عذراً خذلنا اليوم إخوتنا              درعا استبيحت وما قمنا لنحميها
تجاوبت حمص تفدي بالدما وطناً           حراً وبالروح ما كانت لتـُغليها
يا أهل شهباءَ ناموا لا أبا لكمُ                 ولتشربوا الذل صرفاً في مغانيها
اليوم أنتم بصف الظلم وقفتكم                والظلم ينتهك الحرمات يسبيها
يا أهل شهباء كنت الأمسَ ابنكمُ              واليوم درعا ملاذي ليتني فيها


الأحد، 24 أبريل 2011

خوديه: خود بشار وخلي سوريا

* المقالة التالية بقلم أخي: مؤمن عكل استأذنته في نشرها هنا لملاءمتها لموضوع هذه المدونة.
** خوديه: يا رب باللغة الكردية، تقابل خودا بالفارسية.

أثناء خدمتي العسكرية في أواخر التسعينات كصف ضابط في الجيش "العقائدي"، التقيت بمجنّد كردي في الجماعة التي كنتُ أقودها. سأدعوهُ حسين.
بعد شهورٍ من العِشرة والعيش المشترك ومشاريع الرمي الحقيقي في الصحراء، اقتنع حسين أنني وبالرغم من كوني صف ضابط عربي حلبي بوجهٍ لا يضحك للرغيف (ساخناً كان أم بارداً فالاشتراكية البعثية ألغت الطبقية) إلا أنني - وبالرغم من كل "الإعاقات" السابقة – "آدمي" وابن عالم وناس و"خرج اتصاحب".
وتطوّر الأمر إلى نوع من "الموانة" حتى أن حسيناً كان يهتف كلّما رآني – بغفلةٍ من عيون العذال من مخبري الأمن العسكري أو المخبرين المتطوعين – قائلاً: يا خوديه..خود عرب خلّي كراد!
يقولها حسين مازحاً، لكنني أعلمُ أن المزاح ماهو إلاّ ستارٌ سكريٌّ يحجبُ مرارة الحقيقة. فحسين الممنوع من نطق اللغة الكردية داخل نطاق الجيش السوري، وحسين الذي يحسدُ - ربما – أولاد عمٍ لهُ حُرموا من "وجودهم" في وطنهم/وطننا لأنهم غير مضطرين على خدمة وطنٍ لا يعترف بهم، حسين يقولها مازحاً لكنّهُ عندما يسمعُ إجابتي (آمينْ) أراهُ يبتهجُ ويفرحُ وكأنّما التأمين العربيُّ على دعوتهِ هذه سيزيدُ من حظّهِا في الاستجابة.

اليوم تذكرت حسيناً ودعوته هذه وأنا أرى إخواننا في عامودا..وفي قامشلو..وفي عين الكراد يخرجون رافعين أعلام الوطنِ الواحدِ، قائلين لهذا النظامِ البائسِ أن خمسين عاماً من الظلمِ والقمعِ للهوية الكردية لم تنجح في خلق العنصرية والتفرقة الطائفية التي كان يسعى النظام إلى ترسيخها بين أبناء الوطن الواحد.
حسين..أخي..أذكرك اليوم بالود وأنا أرى أبناء سوريا من درعا إلى عامودا واقفين صفاً واحداً وهم يدعون: ياخوديه..خود بشّار وخلّي سوريا!


الجمعة، 22 أبريل 2011

أسماء الطغاة

مهداة إلى الشعب المصري العظيم بعد الحكم بإزالة اسم مبارك من الأماكن العامة

طغاتنا
يا من حكمتم أرضنا
بالذل والإرهابْ
لن (توحشونا) أبداً *
سوف نمحو ذكركمْ
عن كل شارعٍ
محطةٍ
كليةٍ
مدرسةٍ
حديقةٍ
مكتبةٍ
من صفحة الكتابْ
نطهر البلاد من أسمائكمْ
فليس يحمل اسمكمْ
إلا
شواهد القبور .. ربما
أو
أحذية الشبابْ

* توحشونا: بالعامية المصرية تعني نشتاق إليكم، وضعتها بعامية مصر التي أحبها لأنها سبقتنا لهذا الشرف، كما لكل شيء.



الخميس، 21 أبريل 2011

الشفافية الإعلامية

المرسوم الذي صدر اليوم برفع حالة الطوارئ عرضه التلفزيون السوري (الفضائية) أولاً على الشكل التالي:



ثم نبههم أحد (النبهاء) إلى الفضيحة الأخلاقية التي يمثلها قانون طوارئ مستمر ثمانية وأربعين عاماً، مع أن اسمه مشتق من الأمر (الطارئ) أي عكس المستقر، فقاموا بتغيير الإعلان ليصبح كالتالي:



وهكذا بدأت إنجازات وزير الإعلام الجديد بتزييف الحقائق تظهر إلى العلن، وليس غريباً عليه وهو الذي زيف امتحان القيادة وأرسل من يختبر نيابة عنه للحصول على الرخصة عندما كان مديراً لوكالة الأنباء السورية.

المكتوب مبين من عنوانه يا حكومة.


الثلاثاء، 19 أبريل 2011

حاكم

أكبر منه،
الكرسي الموروث بعهدٍ
غير مقدسْ
- لم نقطعْهُ،
بل قطعوا الأعناق فداه –
أن يبقى دمهم يحكمنا،
مهما كلفنا من أنفسْ.

أكبر منهُ،
بذلة حرب لم يلبسها
بل عرَّتْــــــهُ
وقفة عز لم يتقنها
بل فضحتهُ
كلمة حق لم ينطقها
بل لفظتهُ

يحوي طمعاً،
أصغر منه،
طمعُ يهودَ بخيرِ بلادي
يرعد خوفاً،
لا يشبههُ
خوف الأبكار من العادي
يقطر حقداً
لا يعدلهُ
ملءُ الأرض من الأحقادِ


ليستْ تجري فيه دماءُ الأمويينَ
ويحكمُ دُرَّةَ عرشِ أميَّةَ
بالخوف الأعمى والنارْ

ويحَ بلادي
تركت هذا الرجلَ،
                الطفلَ،
                        الشيءَ
يعيثُ بها..
يا للعارْ
يا للعارْ
27/09/2006 م
نشرتها على مدونتي السابقة بموقع (اكتب) وفي موقع أدباء الشام عام 2006


السبت، 16 أبريل 2011

الخوف / الصنم

صوت الحق جلياً يعلو
بالتكبير ودحر العادي
صنم يهوي
تهوي معهُ
قصصُ الظلم بأرض بلادي
من أقصاها
إلى أقصاها
من قامشلو
إلى بانياسٍ
يهوي معه الخوف المزمنْ
من أزلام الأمن الخائنْ
يهوي الرأسُ
فندحرجه بين الأرجلِ
حيث مكانهْ
عهد الخوف يقيناً ولى
خرج المارد من قمقمه
ليحاسبكمْ
عن سنوات القهر المضني
ويسائلكمْ
عن أرواح ضحايا الغبنِ
وغداً
مثل بقايا الصنمِ
سيدحرجكمْ
نحو السجنِ

الأسد والإشارات الخاطئة

كتبت في: 09/04/2011
منذ اندلاع التظاهرات المعارضة للنظام في الخامس عشر من آذار الماضي، بدأ النظام السوري في التعامل معها بطريقة حاول أن يجعلها مختلفة عن تعامل النظامين التونسي والمصري. وتلخص هذا التعامل بشكل رئيسي في القبض على الأشخاص البارزين في التظاهرات واستعمال العنف في تفريقها بواسطة أشخاص بثياب مدنية والادعاء بان هذا العنف ناتج عن مواطنين مؤيدين للرئيس وليس من أجهزة الأمن.
إلا أن تطور التظاهرات وحدوث المجزرة الأولى في درعا فرض على النظام التعامل بشكل مباشر، ورغم الإعلان الرسمي عن موقف النظام الذي يسمح بالتظاهر السلمي ويؤيد المطالب المحقة للشعب، سواء عن طريق المحللين السياسيين التابعين للنظام، أو عن طريق مستشارة الرئيس، لكن التعامل الفعلي كان يميل إلى استخدام القوة المفرطة في قمع التظاهرات، وهو ما تسبب في توسيع نطاق التظاهرات وانضمام مناطق وفئات شعبية أخرى إليها، خصوصاً في ظل الرسائل الخاطئة المباشرة أو غير المباشرة التي قام الأسد بتوجيهها للشعب السوري.

بداية الإشارات الخاطئة
كانت بداية الإشارات الخاطئة في وقت مبكر جداً عندما وقع الاختيار على اللواء رستم غزالة لزيارة درعا بعد سقوط أوائل الشهداء فيها. كانت الإشارة واضحة لأهالي درعا ولسوريا كلها أن النظام يعتبر ما جرى خطأً من أهل درعا وجرأة سيدفعون ثمنها غالياً، وأنه سيستمر في التعامل معهم بالقبضة الحديدة ذاتها التي ألقت بأطفالهم في السجن. من يشاهد تسجيل الفيديو لرستم غزالة وهو يتحدث إلى أهالي درعا لا يمكن أن يخطئ نبرة التهديد في كلامه، وهي ما استفز العشائر هناك وزاد من تأجيج الثورة.

الفرقة الرابعة
استخدام الفرقة الرابعة من الجيش السوري بقيادة ماهر الأسد المعروف بدمويته وإجرامه، والذي يتناقل السوريون تسجيلاً يظهره وهو يصور أشلاء ضحاياه العزل بينما يحتفل جنوده بإطلاق النار في الهواء في سجن صيدنايا عام ٢٠٠٨، هذا التدخل أكد أن النظام مصر على القبضة الحديدية وأن ما يشيعه المتحدثون عن النظام من وجود نوايا إصلاحية لدى الرئيس ما هو إلا خدعة ريثما تتم تصفية المعارضة الطارئة.

المؤامرة الخارجية
الحديث المتواصل عن وجود مؤامرة خارجية ساهم في تجييش السوريين لمساندة الثورة. كانت إشارة خاطئة في غاية الخطورة لأن الشعب السوري ربما يصبر على من يستضعفه ، خصوصاً بعد تجربة الثمانينات المريرة، لكن من الصعب جداً أن يسكت لمن يستغبيه خصوصاً من نظام ساهم في تأمين حدود الكيان الصهيوني وسكت عن تحليق الطائرات العدوة فوق قصر رئيسه وعن قصفها لمواقع عسكرية في عمق الأراضي السورية دون أن ينبس ببنت شفة، إضافة إلى تعاونه مع الأمريكان في تأمين حدود العراق، واستجواب من ترسلهم المخابرات الأمريكية للتعذيب في سورية، مما يجعل من الصعب على أي سوري، مهما بلغت ضحالة معلوماته السياسية، تصديق التآمر الخارجي على النظام.

بثينة شعبان
اختيار بثينة شعبان لتوجيه أول خطاب رسمي للشعب كان واحداً من أهم الإشارات الخاطئة، ليس لأنها سيدة –كما قال أحد المعترضين حين تحدث عن تقديم التعزية لأهل درعا في شهدائهم- بل لأنها لا تحمل صفة رسمية تنفيذية.
اختيار (مستشارة) الرئيس لتوجيه الخطاب الرسمي، كان إشارة إلى عدم اعتراف النظام بشرعية المطالب أو جديتها، واعتقاده أن إبر المخدر التي تفضلت السيدة شعبان بتوزيعها في مؤتمرها الصحفي ستكون كافية لتمييع الموقف، لكن حسابات الأسد لم تكن جيدة لهذه الناحية، فالسيدة بثينة شعبان سقطت مصداقيتها منذ زمن بعيد عن طريق المقالات التي كانت تتبرع بكتابتها لجريدة الشرق الأوسط وتهاجم فيها أمريكا بسبب انتهاكها لحقوق الإنسان، بينما تتعامى عن ما يجري من انتهاكات يومية ومنظمة لحقوق الإنسان السوري.

الخطاب الشاذ
كان حرص الرئيس الأسد على عدم تقليد بن علي ومبارك سبباً في توجهه لتقليد القذافي، مع الفارق في طريقة الكلام طبعاً، فهو لم يعلن إلغاء حالة الطوارئ كما أشاع أنصاره، بل أعلن الحرب على الشعب بقوله:
(المؤامرة كبيرة ونحن لا نسعى لمعارك.. والشعب السوري شعب مسالم وودود ولكننا لم نتردد يوما في الدفاع عن قضايانا ومصالحنا ومبادئنا.. وإذا فرضت علينا المعركة اليوم فأهلا وسهلا بها)
كان واضحاً أنه يعتبر الشعب خصمه، وهو يعرف أن الشعب السوري مسالم وودود ولن يبدأ بالعنف، لكن إذا استمر في التظاهرات التي تهدد مصالح الطغمة الحاكمة، ويلاحظ هنا أنه قدم المصالح على المبادئ، فهو لن يتردد في خوض المعركة، وهذا ما كان.
في الخطاب أيضاً أكد الرئيس أنه وحده السبب في تأخير الإصلاحات، وهو بالتالي يتحمل مسؤولية ما يجري اليوم، يتحمل مسؤولية الدماء التي تريقها أجهزة الأمن وتدعي أن وراءها عصابات مسلحة ومندسون، ويجب أن يحاسب هو أولاً عن هذه الدماء.
أخيراً، النكات السمجة والضحك المبتذل خلال الخطاب أعطت الناس الانطباع الحقيقي عن شعور الرئيس تجاه شعبه، أنهم مجموعة من الحشرات لا يهمه إن مات منهم فريق أو ماتوا جميعاً، المهم أن يتفرغ هو لقيادة العالم كما دعاه أحد منافقي مجلس الشعب.

تشكيل لجنة لدراسة حالة الطوارئ
بعد الخطاب المهزلة، أعلن عن تشكيل لجنة لدراسة رفع حالة الطوارئ، وفي هذا استغفال للشعب يصل إلى درجة الاستحمار، فالنظام يقول أنه يريد رأي القانونيين في رفع حالة الطوارئ التي أعلنت خلافاً للقانون (أعلنها المجلس العسكري لانقلاب 8 آذار بينما يفترض أن يعلنها مجلس الوزراء بأغلبية الثلثين وتعرض على المجلس النيابي لإقرارها) ومن صلاحيات مجلس الوزراء إلغاؤها، طبقاً للمادة العاشرة من المرسوم التشريعي الخاص بقانون الطوارئ.

رئيس الوزارة الجديدة
تحت الضغوط الشعبية، وعلى مضض، تخلى الرئيس عن قريب زوجته ناجي العطري وأقال الوزارة التي عاثت في الأرض فساداً، ومعروف أن العطري أحيل للتحقيق في قضايا فساد عندما كان رئيساً لبلدية حلب في أوائل ثمانينات القرن الماضي، أي عندما كان من أكبر العجائب أن يحال شخص للتحقيق في  قضايا فساد، ما لم تكن كبيرة بالفعل.
المفاجأة كانت بتكليف الدكتور عادل سفر بتشكيل وزارة الجديدة، فوزير الزراعة السابق لا يحسب له من الإنجازات إلا تقلص نسبة الأراضي المزروعة في سورية خلال عهده الميمون، وبحسب موقع (كلنا شركاء في الوطن) فإن تكليف سفر يهدف إلى طمأنة (الرفاق) البعثيين أن الأمر لن يخرج من أيديهم، وأن الوجوه السابقة في الحكمة والمحسوبين عليها لن يحاسبوا.
باختصار، الرئيس يكرر دور نهاد قلعي في (ضيعة تشرين) فهو قرر تغيير فرق شعره من اليمين إلى اليسار، وهكذا تحقق التغيير الذي يطلبه الشعب.


محافظ درعا الجديد
تعيين المحافظ الجديد لدرعا كان إشارة خاطئة أخرى، فهو أولاً من خارج المحافظة، وبالتالي لا يحتمل أن يتعاطف مع أهلها، وسمعته أنه عسكري صارم ومتمرس، وأخيراً فهو قضى مدة طويلة من خدمته في درعا، كافية ليعرف كل شيء عن عوائلها وأهلها وكيف يعتقل المؤثرين منهم، وبماذا يهددهم، وهذا ما جرى فعلاً خلال الأيام القليلة الماضية.

الاستمرار في القمع
مع الوعود المخدرة التي يطلقها المقربون من النظام، والتركيز على المؤامرة الكبرى التي تحاك ضد سورية الصمود والتصدي والمقاومة، استم القمع والاعتقالات اليومية، والتعذيب والتنكيل بجثث الشهداء وسحلها في الشوارع، مما أعطى إشارة واضحة لا يشوبها الغموض إلى الشارع السوري أن النظام يكذب، وأنه سينكل بهم فور استقرار الأمور له، إشارة تعكس كل ما يحاول الوعد به ويسوقه للعالم.

استعداء العمق العربي
فقد الرئيس السوري فعلياً العمق العربي الداعم له منذ خطاب (أنصاف الرجال) الشهير عام 2006، واستغرق بعد هذه السقطة ما يقارب السنتين كي يرمم علاقته بالسعودية ويبدأ التنسيق معها حول لبنان، ويحظى ببعض الدعم من الملك عبد الله الذي كان يحرص على إيجاد إجماع عربي ويتجاوز موقفه الشخصي منحازاً إلى المصلحة القومية، ووصل الأمر إلى محاولة ترتيب مصالحة باءت بالفشل مع الرئيس المصري.
اليوم يعود الرئيس إلى استعداء العمق العربي، والسعودية تحديداً عبر الزج باسمها في مؤامرة سعودية – إسرائيلية تستهدف النظام حسب ما يورده الإعلام السوري غير الرسمي، والذي يحظى بالحماية والتوجيه الرسميين.
ولعل أكبر وأهم الإشارات الخاطئة التي يرسلها الرئيس السوري إلى العالم العربي رفع صورة الأمير بندر بن سلطان في التظاهرات المؤيدة لبشار الأسد واتهامه من قبل المتظاهرين (ألذين يصورهم التلفزيون السوري بفخر) بأنه وراء التظاهرات التي تجري حالياً.

هذه بعض الإشارات الخاطئة التي يرسلها الرئيس السوري، إشارات تصب عكس ما يريده من إخماد التظاهرات، لعل مبعثها أنه عاش لبعض الوقت في بريطانيا وتعلم القيادة من الجهة اليمنى، أي عكس السير في سورية.

يوم الجمعة

أين ستذهب يوم الجمعة؟
أإلى المسجدِ؟
ماذا بعدُ؟
لمظاهرةٍ ضد الظلمِ؟
أم للبيت لأكل الكبة؟

لست تصلي؟
حسناً .. حقكْ
لكن قل لي..
قل لي بربكْ:
أولمْ تسألْ نفسكَ يوماً:
أأنا حرُّ؟
هل لي حقٌ
أن لا أدفعَ يوماً رشوةْ
وتسير أموري بالعدلِ

هل لي حقُ أن أنتخبَ
نزيهاً أعرفهُ يمثلني
في مجلس شعبٍ منتخبٍ
لا دكانٍ للتصفيقْ؟

هل أملك أن أمشيَ حراً
أرفع صوتي
ضد فسادٍ نخرَ الدولةَ
لا يمسكني مخبر أمنٍ
أجهلُ من جحشٍ في السوقْ
وأُساقُ إلى فرعِ الأمنِ
بالركلات وشتم الأمِّ
كي أتكهربَ بمؤخرتي
في ما يعرفُ بالتحقيقْ

اسأل نفسكَ دون رياءٍ
ثم تعالَ مع الأحرارْ
**
يوم الجمعة أصبح أطهرْ
بدماء الشهداء تعطرْ
بالزحف السلمي الأخضرْ
للحريةِ نمشي سيلاً
نهتفُ:
سلمية .. سلميةْ
نهتف لكرامة سوريةْ
**
يوم الجمعةِ أين ستذهبْ
للحريةِ .. أم للذلِّ؟
لا تتأخرْ
يوم الجمعة أصبح أطهرْ
هذي الجمعة .. جمعة نصرْ

نشيد للثورة

شعبنا شعب مجيد .. عزمنا فلَّ الحديدْ
أقسم الأبطال عهداً .. أن نسودَ أو نبيدْ

ليس تثنينا الجراحْ .. فالصباح الحر لاحْ
من دماءِ الشهدا .. تنبتُ الأرض الأقاحْ

دمّنا نور ونارْ .. شعبنا للحق ثارْ
زلزل الأحرار سجناً .. زجنا فيه التتارْ

إن بحمصٍ أو بدرعا .. كلنا للحق نسعى
في شآم الله ثرنا .. أحسن الأحرار صنعا

إلى المندسين

اندسوا في حضن الوطنِ .. يحميكم في وجه المحنِ
يا أشرف مندسي الدنيا .. معكم أمشي بيدي كفني
أمشي، إصراري يسبقني .. أن أحيا حراً في وطني

نسائم الحرية

اعتزلت الكتابة منذ زمن بعيد، كتابة الشعر أو النثر، وربما قاربت اليأس من واقع بلدي، لكن نسائم الحرية التي هبت على سورية "ردت فيّ الروح" كما يقول أحبابنا المصريون الذي لن ننسى فضلهم.
اليوم أعود للكتابة، لأنشر أشياء من قديمي الذي ضاع بعدما انتقلت مدونات "اكتب" إلى شكلها الجديد، ولأدون ما يستجد من محاولة للتفاعل مع بلدي التي حرمت منها.
وإلى لقاء على أرض الوطن الحر.