السبت، 18 يناير 2025

ويلي عليك يا حلب

صيف 2019 كنت في القاهرة مع أسرتي، ذهبت منتصف أحد الأيام لغسل السيارة، وقفت في ظل جدار أنتظر انتهاء الغسيل فاقتربت مني امرأة ستينية ترتدي ملابس ريف بلادنا، وتحمل في يدها صحن بلاستيكي مغطى بالنايلون فيه أقراص من (الغريبة) وسألتني إن كنت أريد شراءها، وبدأت تشرح لي أنها حلوى سورية. كانت لهجتها أقرب إلى ريف حلب الشرقي كما قدرت.. قلت لها سأشتري ما معك، كان معها طبقان من الغريبة (التي لا أحبها بالمناسبة). حين كلمتها باللهجة السورية وبعد أن دفعت لها ثمن الطبقين سألتني: من وين أنت ابني؟ قلت لها من حلب. صاحت وهي تضع يديها على رأسها: ويلي عليكي يا حلب .. ويلي عليكي يا حلاااااااب ثم اندفعت تضمني وتقول: يمه خليني أضمك .. شي من ريحة حلب لما كفكفت دموعي كانت قد اختفت، وخلفت وراءها صيحتها التي لا أنساها: ويلي عليكي يا حلب. لعل الله كتب لك الرجوع إليها بعد التحرير يا حجة .. لعل الله يكتب لنا جميعاً العودة الكريمة العاجلة.