موضوع قديم أشبعه من هم أفضل مني بحثاً ونقداً، وهو الإبداع العربي خارج أسوار الوطن العربي
الوطن العربي محاط بالأسوار المانعة للإبداع، رغم ما يدعيه بعض المسؤولين هنا وهناك من حرصهم على تشجيع المبدعين، ورغم ما تقيمه بعض الدول من منظمات ومسابقات، تبقى القناعة بالعقول العربية هي العائق الأكبر أمام ازدهار الإبداع في أوطاننا.
ما أثار لدي الرغبة في طرق الموضوع هو ما نشرته جريدة الحياة اللندنية في عددها الصادر يوم الإثنين العاشر من ديسمبر 2012 عن قصة المبدع العربي محمد الحاج ذي الأصول اللبنانية والنشأة الكندية.
محمد هاجر مع أسرته إلى كندا حين كان في العاشرة من عمره، ودرس الهندسة الكهربائية في كندا، ثم تفتق ذهنه عن طريقة لتحويل أسطح العمارات إلى بساتين زراعية منتجة لاحتياجات المنطقة من الثمار الطازجة المزروعة بطريقة صحية لا تدخل فيها الكيماويات.
وجد محمد من يتبنى فكرته ويمول تجربتها -وهذا هو لب الفارق بين من يرعى الإبداع حقاً ومن يقتله- فأقام مزرعته الأولى بتكلفة وصلت إلى مليوني دولار على أسطح عمارات مونتريال، وبدأ الإنتاج عام 2011 لتتحول الفكرة التي لاقت رواجاً إلى شركة سماها Lufa نسبة إلى نبات الليف، وجعل شعارها: طازجة، محلية، مسؤولة .
والمسؤولية هنا تتجلى في حرصه على عدم استخدام الكيماويات، في حسن استخدام المساحات الميتة على الأسطح، في التقليل من استهلاك المياه، في ساتخدام الطاقة بشكل مثالي، في توفير فرص عمل لعدد من العمال وموظفي التوزيع، في توفير الوقت للمشتركين الذين يحصلون على خضروات طازجة إلى بيوتهم.
محمد الحاج مثال للشاب العربي المبدع، وهم كثير بحمد الله، الذين نرى إنتاجهم وعبقريتهم في الغرب بسبب توفر البيئة المناسبة لرعاية الإبداع، بينما يعجز أقرانه في أوطاننا عن ترجمة أفكارهم إلى مشاريع.