الجمعة، 30 سبتمبر 2011

نامي يا حلب .. يكفينا ريفك

أهلي في عندان يرفعون لافتة كتبوها بدمائهم، تعد بإشعال الثورة في حلب
يبدو أن الحماس أنساهم التغييرات التي حصلت في حلب، ولم يزوروها منذ مدة بعيدة ليشاهدوا القبور المتجاورة للكرامة، والنخوة، والرجولة مدفونة تحت أقدام المقبور حافظ الأسد الذي يعطي ظهره بسخرية وشماتة لرفات شهداء المشارقة الذين قتلهم النظام في الثمانينات ثم سوى الأرض بقبورهم وأقام فوقها التمثال.
أهلنا في عندان، تل رفعت، مارع، الباب .. انتسبوا إلى ريف حمص، فهو أكرم لنا


الجمعة، 23 سبتمبر 2011

سوريا وطن لمن؟

هذا التساؤل نشرته عام 2006 .. حين كانت الحكومة الأسدية تتسلط على العباد والبلاد
اليوم أقول: سورية لينا .. ما هي لبيت الأسد

(بين الرمال الباردات سينتهي
تجوال عمرك،
لن تعود إلى ديارك،
حيث دفء الطين يحوي
جسمك المكدود من طول الفراق بعطفه).
حين زرت سورية بعد غربة طويلة، أحسست بالغربة فيها، وحسبت أن طول فترة الاغتراب، التي كثيراً ما لمت والدي عليها، هي التي جعلتني أشعر بالغربة في وطني، وكنت (أحسد) من بقي في البلد من أهلي لأنهم (ينعمون) بدفء الوطن!

الآن أتساءل: هل حقاً ينعم من بقي في سورية بدفء تراب الوطن؟
كتب صديق شاعر يوماً:
(وطني أعيش "به" وليس "عليه")
بهذا المفهوم للمواطنة، الذي يعنى بالانتماء، وحقوق الوطن والمواطن أكثر من العيش على الأرض نتساءل: كم مواطناً سورياً يعيش "في" وطنه، وليس "على" تراب وطنه؟
باختصار: سوريا .. وطن لمن؟

للإجابة على السؤال، لنستعرض النقاط التالية:
1.  الإحصاءات الرسمية التي تنشرها وزارة شؤون المغتربين على الصفحة الأولى من موقعها الإلكتروني (كأن هذه المعلومة مدعاة لفخر)، تقول ما نصه: " إن عدد المغتربين السوريين في العالم يساوي تقريباً عدد السكان الحالي في سوريا" !       
بلغة الأرقام، 50% من الشعب السوري يعيش خارج سورية !      

2.  وفي خبر عن مداولات مجلس الشعب بخصوص الخطة الخمسية العاشرة، أورد موقع (سيريا نيوز) كلاماً على لسان أحد النواب المحترمين يبدي فيه تشاؤمه من تحقيق الخطة الخمسية لأهدافها، في ضوء فشل سابقاتها، ويقول أن أفضل ما في الخطة أنها واجهت الأرقام بشجاعة وبينت أن 41% من سكان سورية فقراء !
بلغة الأرقام أيضاً، وبإضافة المغتربين إلى إجمالي السوريين نجد أن ما نسبته 20% من الشعب السوري (مقيمين ومغتربين) مصنف من الفقراء باعتراف الدولة.    

3.  في افتتاحه لحفل جمعية مكاتب الاستشارات الإدارية والاقتصادية بدمشق، صرح السيد عبد الله الدردري، نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية أن شريحة أغنى 10% من الشعب السوري – وهو هنا يعني الموجودين في سورية – تستفيد من الدعم الحكومي (للسلع) أكثر باثنين وخمسين ضعفاً من شريحة 10% الأفقر. 
هنا نستنتج أن الحكومة استطاعت أن تتأكد من وجود ما نسبته 10% من الأغنياء من سكان سورية، أي أنهم يمثلون 5% من إجمالي المواطنين.      

4.  خلال الإعداد للمؤتمر القطري لحزب البعث الحاكم، تحدثت الأخبار عن وجود ما يزيد على مليوني عضو في الحزب، أي ما نسبته 6% تقريباً من إجمالي المواطنين السوريين يتمتعون بالمميزات التي يوفرها الحزب لأعضائه، وهي مميزات كثيرة لا علقة لها بالاشتراكية التي يتغنى بها الموروث الحزبي. وإذا افترضنا أن هذه النسبة تضم 1% من شريحة الأثرياء، يتبقى لنا 5% هم البعثيون الذين يعيشون حياة عادية.
ماذا تعني هذه الأرقام؟
تعني أن 70% من الشعب السوري يعيشون إما خارج البلاد أو يعانون من الفقر باعتراف الحكومة، ويعني أن 5% من الشعب يمتلكون كل ثروات البلاد ومقدراتها، و5% أخرى تستفيد من مواقعها في الحزب (القائد للدولة والمجتمع) في (تدبير أمورها) إن لم يكن في تكوين ثروات صغيرة.
والباقي؟
20% من الشعب السوري هم من يعيشون في (وطن) كسائر خلق الله !
عشرون في المائة فقط هم من ينعمون بدفء المواطنة التي نحلم بها.
قبل ثورة البعث العظيمة، كانت الطبقة المتوسطة تمثل أكثر من 50% من الشعب السوري، رغم الإقطاع والاستغلال الذي حاربه البعث ليستبدل الإقطاعيين القدامى، بقطاعي رؤوس جدد، جعلوا الشعب يترحم على (النباش الأول).
إذا كان هذا هو إنجاز البعث.. فلماذا الإصرار على البقاء متسلطاً على البلاد والعباد؟

محمود عكل



نشرته سيريا نيوز في 2/5/2006  نعم .. سيريا نيوز نفسها التي كانت مسموحة في سوريا آنذاك تحت شعار الإصلاح!

الخميس، 22 سبتمبر 2011

ليالي

من القديم الذي تجدده حالنا اليوم

إلى مالك بن الريب

فديت المنايا يستبقن الأمانيا
(خذاني فجراني ببردي) فربما
(كفى بك داءً أن ترى الموت شافيا)
ألم ترياني لي ثلاثين حجةً
أُصَيحابَ حزني و النجوم شواهدٌ
يجدد حزني أن أرى الليل مقبلاً
فأُضحي بهَمٍّ لا يزولُ بغَدوةٍ
بُليت بدنيا لا تعز عزيزها
لقد شاء ربي أن أكون أسيرها
(لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها)
يقولون أنشد .. و الحتوف رواتعٌ
فأبكي طلولاً لا يعيد نديمها
و أقصر طرفي عن جنان و سحرها
يقولون صبراً فالزمان صروفه
و مالي بعمري حاجة بعد غربة
بلوت الليالي مُرَّها و أمَرَّها
و هل في الليالي غيرُ همٍّ و كُربةٍ
سيجعل ربي من همومي مخرجاً


و يا حبذا وِرْدُ المنونِ صَفا ليا
يحببُ بغضُ الموت خوفي لنفسيا
و ما لي دواء غير دفن رفاتيا
أعلل نفسي أنْ قريبٌ حِمَاميا
لقد كان غيري للسرور مواليا
و يحييه ضوء للشروق بدا ليا
و أمسي و همي لا يريم شغافيا
و تُرقِي وضيعَ الأصل فيها المراقيا
(فهلا بشيء غير –دنيا- ابتلانيا)
و لكن صدري ضاق عن كلماتيا
سأنشد لكن ليس غير رثائيا
نشيد و لا يجدي الطلول بكائيا
فما لي إليها حاجة بعد ما بيا
تلوع حيناً ثم تعطي الأمانيا
أمضّتْ فؤادي و استباحت عظاميا
و مذْ كُنَّ لا يسقين يوماً (حاليا)
و حسب الليالي أن دعين لياليا
و حسبي عزاء أن ربي قضى ليا

الاثنين، 19 سبتمبر 2011

حقوق الإنسان السوري - ليست نكتة

مقالة أخرى من الأرشيف، تذكرتها وأنا أشاهد الحملة اللطيفة التي قام بها بعض الناشطين من شباب الثورة لنشر فيديو إعدام الحمير، والتي ترافقت مع تصريح الأمين العام للأمم المتحدة بأن على دول العالم أن تتخذ موقفاً موحداً تجاه نظام الأسد، فعلق أحد الظرفاء بأن الحملة آتت أكلها طالما أن ضمير الأمين العام تحرك لمشهد إعدام الحمير، ولم يتحرك لارتقاء ما يزيد على أربعة آلاف شهيد منهم مئات الأطفال والنساء.

2006 عام حقوق الإنسان السوري

يشكو عالمنا العربي عموماً من فقر في توثيق حقوق الإنسان فيه، وتقنينها ضمن النظم القائمة والرقابة على تطبيقها، وتتفاوت نسبة هذا الفقر بحسب تقدم الدولة ومدى استقرار النظام السياسي فيها وحميمية علاقته بمواطنيه.
أما سورية التي أنعم الله عليها بقيادة مثقفة وواعية، فقد خطت خطوات هائلة في مجال حقوق الإنسان جعلت من المعقول أن نقترح الاحتفال بالعام 2006 على أنه عام حقوق الإنسان السوري الذي تحقق له في هذا العام ما لم يتحقق لأشقائه في الدول العربية مجتمعة.

فقد تصدرت كلمات حقوق الإنسان، والحرص على ترديدها والدعوة إلى حمايتها معظم الصحف السورية (وهي كلها رسمية) أثناء حديثها عن الانتهاكات الفظيعة التي تمارسها الولايات المتحدة الأمريكية ضد حقوق الإنسان في غوانتانامو والعراق، أو تساندها في فلسطين ولبنان.

المثال السوري
بل إن البحث عن كلمات حقوق الإنسان على موقع وكالة الأنباء السورية يخرج بما يزيد عن ثلاثمائة مادة صحفية نشرتها الوكالة تتحدث عن حقوق الإنسان في العالم كله عدا سورية حيث يتمتع الإنسان السوري بأعلى مستوى من التعامل بحيث أصبحت سورية مثلاً يحتذى في مجال حقوق الإنسان حسب ما صرح وزير الإعلام (ما غيره) الدكتور محسن بلال أثناء لقائه بالسفير الدانمركي في أيار الماضي.

هذا الخبر ليس تشنيعة من عندي، بل إن الدكتور بلال كان جاداً جداً عندما أبدى "استهجانه حيال بيان الاتحاد الأوروبي حول حقوق الإنسان (بخصوص اعتقالات الناشطين السوريين) الذي يتجاهل في الوقت ذاته حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة والعراق، ووصف البيان الأوروبي بأنه "تدخل سافر في الشؤون الداخلية للبلدان وانتهاك للقوانين والمواثيق الدولية" حسب ما ذكرت وكالة الأنباء السورية، وأضاف الوزير المثقف: إن "سورية كانت وما زالت ترعى حقوق مواطنيها وتحافظ عليها ويتجلى ذلك في الإخاء بين جميع أبنائها والذي يشكل أنموذجاً يحتذى به"

الصحافة السورية وحقوق الإنسان
أما صحيفة الثورة ففي عدد يوم 25/5/2006 نشرت خبراً عن إدانة التقرير السنوي لمنظمة العفو الدولية التجاوزات الخطيرة في مجال حقوق الإنسان في كل من إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا!
وبينت الصحيفة – دون أن تتطرق للجزء الذي تحتله سورية من التقرير – أن الإدانة للولايات المتحدة وبريطانيا تتعلق بسن تشريعات تتعارض مع حقوق الإنسان في إطار حربهما ضد الإرهاب. يعني باختصار المشكلة لديهم هي هل نختم جواز المسافر من المطار أم لا؟ إذ كانت معظم الدول الغربية لا تختم جوازات المغادرين للمحافظة على خصوصيتهم، أما في سورية التي يحتاج المواطن فيها إلى تأشيرة خروج حتى يتكرم الشرطي في الجوازات بختم جوازه (بعد أن يقبض المعلوم طبعاً) فلا تستحق من جريدة الثورة سوى الإشادة بالتقدم الذي تحققه في مجال حقوق الإنسان.
ومن المنطقي أن لا تتناول صحيفة الثورة أي شيء يخص حقوق الإنسان في سورية، إذ أن منظمة العفو الدولية تسرد عشرات الانتهاكات التي تقوم بها الحكومة السورية يومياً ضد مواطنيها، ليس أقلها " طرد الموظفين الرسميين بسبب تعبيرهم عن آرائهم" ولا أكثرها " بواعث قلق بشأن التعذيب/اعتقال بمعزل عن العالم الخارجي/سجناء رأي"

الوزيرة الأديبة
وتكتمل الحلقة بمعالي الوزيرة المثقفة الأديبة بثينة شعبان التي تكتب أسبوعياً أكثر من مقال يتناول كل شيء إلا هموم وزارتها التي لا تملك أن تحل مشكلة الجوازات لأبناء المنفيين القهريين الذي ولدوا في الغربة وعاشوا لا يعرفون وطنهم.
فقد كتبت مقالة بعنوان " 5/5/2006 يوم تاريخي" تهاجم فيه الاستبداد الأمريكي واستخدام التعذيب والسجون السرية والاعتقالات على الشبهة.
وتزيد بلغة أدبية راقية: "ولينظر العرب والمسلمون إلى إيفو موراليس وشافيز وسيلفا  دي لولا وكير شنر الذين يعيدون ثروات بلادهم إلى شعوبهم ويصونون كرامة هذه الشعوب في وجه حملة عاتية فيما يتساقط الطغاة الواحد بعد الآخر. ولندعو العالم لفتح أبواب السجون،  السريّة منها والعلنية، بما في ذلك في إسرائيل عن النساء والرجال والأطفال"
حسناً يا سيدتي، افتحوا السجون السورية وأطلقوا معتقلي الرأي، وأوقفوا التعذيب في فرع فلسطين الرهيب، بل اسمحوا للسجناء فقط أن يتنفسوا هواء نقياً ساعة في اليوم ليشعروا بشيء من (الحيوانية) لا الآدمية، لأن تعامل رجال المخابرات (المسؤولين عن أمن معاليك) أسوأ من تعامل المجرمين مع الحيوانات.

وقاحة يندر مثيلها
الحقيقة، عام 2006 يستحق أن يسجل بحق عام الصفاقة الرسمية السورية، فمسؤولو النظام المستبد في دمشق الذين يمارسون الإجرام ضد شعبهم صباح مساء، ويكذبون على الشعوب العربية متظاهرين بمعاداة أمريكا في الوقت الذي يقومون فيه بتعذيب معتقلين لصالح الأجهزة الأمريكية التي تنتقدها الوزيرة المثقفة متجاهلة بوقاحة يندر مثيلها أن حكومتها هي التي تقوم بالتعذيب بالوكالة عن الأمريكان، كما أثبت التحقيق الكندي المستقل في قضية ماهر عرار، هؤلاء المسؤولون أنفسهم يتشدقون بحقوق الإنسان وينظرون لها دون خجل ولا بقية من حياء أمام العالم كله.

يقول صديقي، حين أسمع المسؤولين السوريين يتحدثون عن حقوق الإنسان أضحك من قلبي متذكراً الكوميدي المصري محمد سعد حين وجه كلامه إلى أعضاء اللجنة الدولية (لحروق اللسان).

نشرت بتاريخ 20/6/2006 في شفاف الشرق الأوسط

السبت، 17 سبتمبر 2011

رحمك الله يا شيخ عبد الحميد

كنت أشاهد حوار البوطي قبحه الله وهو يبرر بكاءه على حافظ الأسد، قاتل شعبه، فوجدت رابطاً إلى كلمة الشيخ عبد الحميد كشك أيام أحداث الثمانينات عن ما يحدث في سوريا، وهي كلمة مهمة يجب أن نسمعها لأنها كانت صرخة حق في وقت صمت فيه الأقرباء قبل البعيدين.
ثم انتقلت مع الروابط لأجد هذه الكلمة المختصرة، الرائعة، التي نحتاجها وقد وهنت العزائم، وضعف الصبر، وتساءل المظلومون: متى نصر الله؟
رحمك الله يا شيخ عبد الحميد، فقد أريتنا الفرق بين علماء الرحمن، وعلماء السلطان.

من أصبح حزيناً على الدنيا فقد أصبح ساخطاً على ربه.





حين أبكي

إلى محمود درويش

لا تصدي دمعتي 
واتركيها
ليست الدمعات عارْ
في دجى الظلماءِ تهمي
دمعتي
أسكب فيها
نعيَ أحلامي الكبارْ
نادباً تلك الأماني
راثياً نفسي
وأمسي
شاكياً من مرِّ كأسي
هدّني طول انتظارْ

حين أبكي
اسمعيني
لا تراعي
إن تَرَي دمعي هتوناً
مالحاً
يجلو عيوني
ليس في الدع انكسارْ
وارقبيني
سوف تأتي ضحكتي
حلوةً
غرّاءَ تأتي
مثل ضحْكاتِ الصغارْ

حينها
اتركي حزن الليالي
رافقيني
عبرَ أنهارِ التأسّي
حيث تمحو الشمسُ بؤسي
شاركيني
كل أفراح الليالي
وابتساماتِ النهارْ

الجمعة، 16 سبتمبر 2011

المجلس الوطني السوري وخيارات المعارضة

قبل ثلاثة أشهر أو أكثر بقليل، اتصلت بأحد المعارضين المعروفين طالباً منه البدء بطرح برنامج سياسي متكامل يفصل موقف المعارضة من كل ما يخص الدولة السورية بعد إسقاط النظام.
كانت وجهة نظري أن دول العالم لن تقوم بتقديم الدعم الحقيقي للثورة قبل أن تطمئن لما سيحدث بعد إسقاط النظام الذي نجح طوال سنوات عديدة في إقناع الشرق والغرب بأنه صمام الأمان لمنطقة متفجرة، وأنه العامل الوحيد لمنع الإسلاميين المتطرفين من الوصول للسلطة، والعامل الوحيد لمنع الأكراد من المطالبة بدولتهم المستقل والعامل الوحيد لمنع الشعب السوري من العمل على تحرير فلسطين بشكل فعلي لا بالشعارات.
كانت إجابة الشخصية السياسية أن هناك فريق عمل من المعارضة يعمل على هذا المشروع وبدأ فعلاً في صياغة برنامج سياسي متكامل، ولأن صاحبنا من المعروفين بانتمائهم إلى التيار الإسلامي فقد عبرت له عن خشيتي من صدور مثل هذا البرنامج عن أشخاص محسوبين على التيار الإسلامي، فيكون ذلك سبباً للرفض من التيارات الأخرى، وهو ما عهدناه من المعارضة السورية التي لا تختلف كثيراً عن النظام في الإقصائية وأحادية الرأي.
تفهم الصديق مخاوفي، وذكر لي عدة أسماء ممن يعملون على المشروع، وهم من اتجاهات فكرية مختلفة يجمع بينها فقط الرغبة في الحرية، والعمل على إقامة دولة مدنية تعددية ديمقراطية في سوريا.
انتظرت طويلاً حتى تم الإعلان عن المجلس الوطني السوري، وقرأت الأسماء بعناية لأجد أنها تمثل فعلاً تيارات سياسية واتجاهات فكرية مختلفة، كما أن إعلان المجلس على لسان الدكتورة بسمة قضماني أنه مؤقت وسيحل نفسه بعد سقوط النظام أدى رسالة الطمأنة المطلوب منه إرسالها إلى جميع المكونات السياسية وإلى الدول المهتمة بالشأن السوري، ليكون الفيصل في التمثيل السياسي الشعبي بعد ذلك هو صندوق الانتخاب المعبر عن إرادة الشعب السوري.
بعد يوم واحد من الإعلان عن المجلس، أرى أن هناك تحركات من المعارضة وإبداء آراء مختلفة، ومن الواضح أن هناك نية للاعتراض على المجلس، وإنشاء تكتلات وهيئات أخرى تزعم أنها تمثل الشعب السوري أكثر من المجلس الوطني، وأرجو أن أكون مخطئاً في ذلك.
برأيي أن هذا المجلس يمثل اليوم التنوع الأكبر والأكثر تمثيلاً لأطياف المعارضة السورية، ومحاولات الخروج عليه ستكون سبباً في استمرار نزيف الدم السوري في الداخل، وتأكيداً للرسالة التي يحرص النظام على إرسالها بعدم وجود قوى سورية وطنية مؤهلة لقيادة التغيير في سوريا، وبالتالي الحصول على مهلة أخرى من دول العالم لتطبيق (الإصلاحات) التي يعد بها الرئيس السوري الفاقد للشرعية.
أطياف المعارضة السورية التي لم تشارك في المجلس أمامها اليوم أحد خيارين:
إما أن تلتحق بالمجلس، الذي أعلن أن الباب مفتوح أمام القوى والشخصيات السورية للانضمام إليه، وتشارك في تمثيل الرغبة السورية بالحرية والديمقراطية.
أو تفضل المزايدة على المجلس، وتتهمه بالإقصائية وعدم التمثيل الحقيقي للشعب، وتستمر في مؤتمراتها العبثية، ونضالها التلفزيوني المدعوم من أطراف مختلفة لديها الرغبة في الحصول على موطئ قدم في سوريا المستقبل، فتفرخ لنا مجالس أخرى تدور في فلك شخصيات محددة، مهما كان دورها مهماً في النضال من أجل الحرية، وننتهي إلى عدم وجود تمثيل حقيقي وموحد للشعب السوري.

يستطيع المجلس أن يساهم في توحيد المعارضة عن طريق نشر برنامجه السياسي، وتوضيح موقف الأعضاء الذين انضموا للمجلس حتى الآن من القضايا الرئيسية التي تخص مستقبل سوريا السياسي، بحيث تشمل القضايا التالية بحد أدنى:
-       مدنية وديمقراطية الدولة.
-       المساواة في الحقوق والواجبات بناء على حق المواطنة فقط دون النظر إلى عرق أو طائفة أو انتماء سياسي.
-       الموقف من مطالب بعض الأكراد السوريين بدولة كردية في ما يعرف بكردستان الكبرى.
-       الموقف من العدو الصهيوني ومبادرة السلام العربية.
-       الإعلان عن اعتزال الأعضاء للعمل السياسي خلال الدورة البرلمانية الأولى بعد تحرير سوريا لإزالة أي شك في الدوافع السياسية للشخصيات والتيارات المشاركة بالمجلس.
مثل هذا الإعلان سيسهل على بقية أطياف المعارضة، وعلى الدول ذات التأثير على الوضع السوري، أن تحدد موقفها بوضوح، بحيث يكون هذا الموقف أساساً لتعامل الشعب السوري مع هذه الأطراف بعد النصر، وهو نصر قادم قريباً إن شاء الله.


الأحد، 11 سبتمبر 2011

عيد ميلاد بشار

إلى بشار الأسد، بشره الله بنيرانه وجحيمه، في عيد ميلاده الأخير إن شاء الله

 أتحسها؟
كلماتنا التي تنساب في غسق الدجى
تهدي إليك المقْتَ
واللعناتِ
والحزن المضرج بالأسى؟
أتحسها؟
أم قد فقدت الحسَّ
يوم وُلِدْت َشراً خالصاً
فنجستَ الدنا؟
أتراك تعرف كم قتلتَ؟
وكم سجنتَ؟
وكم نفيتَ؟
وكم قلوباً قد حرقتَ؟
على مدى أعوام عمرك
ليته اليوم انقضى؟
أترى ستندم حين يأتي الموتُ
مثلَ فرعونَ الذي شابهتَهُ
ظلماً وجهلا؟
أم ستبقى
آيةً للظلمِ
مثل شارون الذي نافستَهُ
بطشاً وقتلا؟

الخميس، 8 سبتمبر 2011

حلب المطمئنة، وجمهورية سوريا الشقيقة

صديق خليجي شاهد جنازة الشيخ إبراهيم السلقيني، مفتي حلب الراحل، رحمه الله تعالى، وما رافقها من تظاهرات وهتافات، فأرسل لي رسالة تقول:

أخيراً أدركت حلب أن المظاهرات تعم سورية للمطالبة بإسقاط بشار وليس القذافي!

لم أرد عليه حتى الآن وقررت انتظار يوم الجمعة .. لأعرف: هل أدركت حلب فعلاً ما فاتها؟

مشكلة سوريا مع حلب، أن قول المتنبي فيها صحيح:
كلما رحبت بنا الروض قلنا
حلب قصدنا و أنت السبيل
فيك مرعى جيادنا و المطايا
و إليها وجيفنا و الذميل

ووينك يا حلب؟؟؟؟؟؟

الاثنين، 5 سبتمبر 2011

قطار يعبر

بلدة تل رفعت، بلدة صغيرة شمالي حلب، من يزورها يجد شارعين رئيسين يتقاطعان، تتوزع حولهما بيوت الأهالي، وتمتد على أطرافها الأراضي الزراعية.
هادئة كهدوء أهلها الطيبين المرحبين بالضيوف، كلما زرت أحداً من أهلها كان الخبر يصل إلى أقصى البلدة فيتوافد المعارف للسلام دون الحاجة إلى اتصال منه، يكفي أن يشاهدوا سيارة غريبة تعبر لينتشر الخبر.
خرج أهلها في مظاهرة تطالب بإسقاط النظام وإعدام الرئيس يوم 30/8 فاجتاحها جنود الأسد يوم 1/9 ليسقط منها شهيد وعشرات الجرحى ويحيلوها إلى مجموعة من المآتم، وهي البلدة الوادعة.
لماذا اختار أهل البلدة سكة القطار المتجه إلى تركيا مكاناً لترديد مطالبهم؟
أي رمزية أرادوا أن يلفتوا انتباهنا إليها، وهم الذين يعانون من ديكتاتورية سوداء طوال خمسين سنة دمرت كل خيرات بلدهم، بينما جيرانهم (وربما أقاربهم) على بعد أقل من خمسين كيلومتراً ينعمون بخيرات الديمقراطية التركية؟
هل أرادوا توصيل الرسالة لتركيا؟ أم لطاغية سوريا عله يفهم؟
المؤكد أن بشار لا يفهم إلا لغة واحدة: السلاح.
فلنردد مع أهل تل رفعت: الشعب يريد إعدام الرئيس.

مظاهرة أهالي تل رفعت


تشييع الشهيد أحمد حومد