في حوار قصير عبر تويتر مع الناشط والمدون السوري
(أحمد أبو الخير) صديقي الذي لم ألتقه في حياتي، وأدعو الله أن يحفظه ويحميه وييسر
لي اللقاء به قريباً في أرض الوطن إن شاء الله، سألته عن (عبودة) الذي يذكره
دائماً والذي أخبرني أنه قرأ له مقطوعة شعرية في الجامعة العربية..
كانت إجابة أحمد قصيرة، مقتضبة، بليغة، وموجعة ..
موجعة إلى أقصى درجات الوجع.. أجابني بأربع كلمات: من لا يعرف عبودة؟
اعذرني يا عبودة ... اعذرني يا بني، فحلقات الألم
التي تطوقنا، وصوركم – أنتم الشهداء
الأطفال الذين قمتم بما تقاعس عنه أشباه الرجال أمثالنا- تداخلت في رؤوسنا، حتى
صرنا لا نعرف الاسم بل نكتفي بإحصاء الأعداد والبكاء على (الأعداد) لا الأشخاص،
معتقدين أننا بهذا التباكي قمنا بما علينا تجاهكم.
سؤال أحمد الموجع صفعني بالحقيقة المؤلمة: أحقاً نعرف
شهداءنا الذين يسقطون يومياً بفعل آلة القتل الأسدية؟
وإن كانوا قد تعدوا العشرة آلاف كما يقدرهم بعض
الناشطين، فهل في العدد عذر لنا لتغيب عنا صورهم؟ خصوصاً الأطفال الذين تجاوزوا
الأربعمائة؟
لمن لا يعرف عبودة .. ولمن عرفه وجهاً اختفي في زحمة
الأخبار.. هذه صورته:
عبد الرحمن حداد، الطفل الشهيد، ابن حمص العدية، الذي
استشهد أول أيام العيد في حي الإنشاءات بحمص، هذه صور جثمانه:
يا عبودة.. يا بني، استغفر لنا.. إنا كنا خائفين.
سؤالي للصامتين من أهل سوريا: كم حمزة، وهاجر، وعبد
الرحمن تريدون أن تدفنوا حتى تحسوا أن الوقت حان للخلاص من الطاغية ورجاله
المجرمين؟
رحمه الله .. و رحم جميع شهداء الحرية
ردحذفالوضع مؤلم فعلا .
يارب مالنا غيرك يا الله
ردحذف