الشتاء الأمل
شقاء شقاء
على
طول
درب
الحياة
الممل
الشديد العناء
كصيف طويل بغير ابتداء
و
غير
انتهاء
نسير بأرواحنا
المثخنات
بجرح الفراق
و
نقطع
أيامنا
المثقلات
بحزن الليالي
و
هم
التغرب
نبكي لبعد
الأحبة
عنا
و
بعد
البلاد
و
بعد
الكرامة
و
الكبرياء
و
نهتف
في
لهفة
و
اشتهاء
أما
من
شتاء
أما
من
شتاء
*****
أما
من
شتاء
يجيء فيمحو
الظلام المقيم
ستارا يرد
لشمس الظهيرة
كل
السناء
و
كل
الضياء
و
يذرو
على
الأرض
حرا و صيفا
و
ريح شقاء
أما
من
شتاء
يرينا التقلب
بين
العبوس
و
بين
التبسم
بين
الأنين
و
بين
الترنم
بين
امتلاء
السماء
غيوما
و
عصف
الرياح
عنيفا .. مهيبا
و
بين
انبعاث
الشعاع
ضئيلا
يشق
الغيوم
كخيط
الذهب
و
قوس
الإله
يحلي
السماء
فترسم ألوانه
الزاهيات
بملء عيون
الصغار
العجب
أما
من
شتاء
يجيء مليئا ببرق و رعد
وريح تزلزل
هذي
النفوس
فتخلع عنها
رداء
الخنوع
و
تنفض
هذا
الركام
الكثيف
من
اليأس
و
الذل
و
المسكنة
و
تزرع
بين
الضلوع
شموخا
يحلي الجباه
بعز
الإباء
و
تحمل
صفر
الرمال
بعيدا
بكل
بقايا
التفاهة
فيها
بكل
البلاهة
كل
الملل
و
ترحل
بالصيف
نحو
البعيد
لتدفنه تحت
تلك
الرمال
فيبقى لنا
الحب
ملء
القلوب
يرويه قطر
السماء
الحنون
ليحيا قويا كريح الشتاء
1988 م