الأحد، 29 مايو 2011

قصة حمزة

اقترح علي الأخ (ثائر سوري) على تويتر @SyrRevo كتابة قصيدة مشابهة لقصيدة (قصة حمدة) العامية للشاعر عمر الفرا، على أساس أن الفرا مشغول الآن بتملق النظام المجرم الذي يقتل الأطفال، وآلاف (الحمدات) دون أن يرف للفرا جفن، على حد علمي.
هذه محاولة على استحياء، للكتابة بالعامية السورية البدوية، وهي تجربة جديدة علي جداً، ما كنت لأقدم عليها لولا شعوري بالهوان أمام ما حصل للبطل حمزة علي الخطيب.




الكلام برأيي لم يعد مجدياً، لكننا لا نملك غيره في ضوء تغريبنا عن وطن تملكه عصابة مجرمة، ويملكنا همه.
هذه .. قصة حمزة:

كان صغيّرْ
برعم عَ الدنيا عم يطلعْ
أحلامو ..
دراجة جديدة ،
يلعب يوم بكاسْ العالمْ
يرفع اسم البلد الـ حبّا
ويعليها فوق العالمْ
سمعْ صحابو
عمّا ينادوا:
بدنا حرية يا عالمْ
راحوا كتبوا ع الحيطان:
الشعب يريد إسقاط النظامْ
مثل الـ شافوه بالأفلامْ
لمتهمْ دورية شرطة
غابوا صحابو عن مدرسته
قالوا أهلنْ
إنهم ما قدروا يشوفوهمْ
قالوا إنهم سمعوا اخْبارْ
عن تعذيب وقلع اظفارْ
هبت درعا
ونشامى حوران معاها
طلعوا ينادوا ع الحرية
ومعهم حمزة
طلع ينادي:
بدنا حرية .. حرية
هجموا عليه
زلام الأمن
خطر عليهم
إنو طفل
يطلب حرية
بهالوطنْ
***

وقّفْ حمزة
قبال الضابطْ
ضربوا الضابط فوراً كفْ
حمزة تفاجأ
بعينو رفْ
لكن خاف يحرك راسو
(تذكر حمزة الصف الثالثْ
لما معلمْ
ضربوا كفْ
بلش يبكي
ضربو الثاني،
وضربو ثالث .. رابع كف
قالو ببطل
لما تسكت)
تذكر حمزةْ
خاف الدمعة تفضح خوفه
حبس الدمعةْ
وعض الشفة ليحبس صرخة
غضب الضابط
"هالكلب الأزعر بيتحدى"؟
شال الكبل، وبلش يضرب
ما اطلّع وين الضربات
ظهرو وجنبو صبوا دم
وحمزة الصامت عرف السرْ
أكثر شغلة تخوف ظالمْ
وقفة عزةْ
وقفها حمزةْ
تذكر بَيّو
كيف ينادي:
الموت ولا المذلة
وقرر لحظتها
ما يلين
قرر إنو
يصير الشعلة
الـ بتنور
درب الأمة
***

لما كِثِرْ الضربْ
تزلزلْ
حمزة الشامخْ
بعدو صغيّرْ
ساحت ركبهْ
نزل عليها
والضابط لسه عم يضرب
طالع فردو
وقالو لحمزة:
بدك حرية يا كلبْ
ضرب رصاصة ع جنبو الأيمن
وجنبو الأيسر
ولسه الغل بصدره يغلي
ضرب رصاصة بصدره لحمزة
حمزة تبسمْ
طلعت روحه لعند المولى
وارتاحت من ظلم المجرمْ

جنّ الضابط
"لكْ عم يضحكْ ؟
هات الخنجرْ
واقطع عضوه
تنطعميه
للكلب المثلو"
حمزة تبسم
تبسم أكثرْ
شاف الجنة
أقرب صارتْ
والحرية
أقرب صارتْ
والجلاد
نفسه هانتْ
***

يا حمزةْ
يا ابني .. عَ مَهلكْ
لا تستعجلْ
تترك أهلكْ
هَيْ سوريّة
عم تندهلكْ
تترجاك
تسامح أهلا
اللي خلوك بها المحنةْ
***

يا أم حمزةْ
ابنك طيّبْ
عايش في قلب الملايين
يمكن
لو ما كان استشهدْ
يطلع دكتور يعالجنا
أو جندي يحمي تربتنا
لكن موته..
أحيى أمة
وقسماً ..
قسماً
حمزة اليومْ
راسو براسْ صلاح الدينْ


اضغط هنا لسماع القصيدة،إذا صعبت قراءتها:   قصة حمزة بالصوت

الجمعة، 27 مايو 2011

حمزة يا سمي الشهيد الأعظم

النظام المجرم لم يعد يوفر أحداً من إجرامه، رجال، نساء، شيوخ، عجائز، والآن الأطفال.
ما فعله الزبانية بالطفل حمزة الخطيب لا يتصور إنسان طبيعي أن يحدث من بشر..
مستوى التعذيب نفسه لا يمكن تخيله، ليس بحق طفل بريء بل بحق مجرم حرب كشارون .

جهز كفنك يا بشار          ما في مهرب من الأحرار
حمزة تعذب بايد زلامك    ونحنا راح ناخد بالتار
نحنا الشعب الـ ما بينذل   لا يمكن نرضى بالعار

حمزة استشهد لاجل بلاده    ونحنا على دربه ماشين
عزة وحرية مطلبنا        لو نستشهد بالملايين
دمك يا حمزة يا ثاير     لعنة على كل الخايفين

يا سورية لا تهتمي     بفديك بروحي وبدمي
أطفالك سبقوا ع الجنة     لتنالي الحرية أمي
مهما الظالم يقتل منا   برمش العين ترابك نحمي

نازل نازل ع الميدان      الشعب السوري الـ ما بينهان
من قامشلي لطرطوس    من عفرين للجولان
نازل يقتص من المجرم    معذب طفلك يا حوران

كلاب النظام يركزون على حذف الفيديو من يوتيوب كي يمنعوا اطلاع العالم على وحشيتهم، قد يلغى الرابط الذي بالأسفل لكن مئات غيره ستظهر لتشهد على إجرام عصابات الأسد



 

الخميس، 26 مايو 2011

بالجملة أسهل

بمناسبة روايات النظام عن المندسين والسلفيين وعلم اسرائيل وخدام وبندر والحريري، وكل من يحاول إلصاق شرف مساندة الثورة بهم، ذكرني أخي بمقالة كنت كتبتها عام 2006 عندما زعم النظام أن هناك جماعة إرهابية حاولت الهجوم على السفارة الأمريكية.. كانت الرواية مضحكة ومليئة بالأطراف العربية والدولية التي يخاصمها نظام الأسد آنذاك.
رجعت للمقالة لأجد أنني أسديت نصائح مجانية لمخابرات النظام ليتعلموا كيف يحبكوا الروايات لكن دون جدوى .. يصر النظام على استخدام الحمير فقط في مساندته، وهذا من حظنا.
بعد المقالة يوجد الرابط للموقع الذي نشرت فيه.

نشرت وكالة الأنباء السورية تصريحاً لمصدر مسؤول في وزارة الداخلية السورية يعلن فيه انتهاء التحقيقات في حادثة الهجوم على مبنى السفارة الأمريكية منتصف الشهر الماضي.
رغم ما أثارته الحادثة من سخرية عند الإعلان عنها، ووقوعها في خانة (الإرهاب التلفزيوني) كما سماه حكم البابا في تعليقه على الهجوم الذي سبقه، إلا أنه يحسب للمخابرات السورية مثابرتها وإصرارها على الاستفادة من هذه العمليات التي تستغرق وقتاً في التخطيط والتنفيذ، ولا يعقل أن تغض الطرف عنها وتقفل الملف بموت الإرهابي الرابع في المستشفى، مهما شكك المغرضون في كيفية وصول السيارات بحمولتها المتفجرة إلى منطقة تجاور قصر الرئيس، ويكاد المارة على أقدامهم لا يسلمون من أسئلة رجال الأمن لهم.

لذلك انبرت المخابرات السورية – بذكائها المنقطع النظير – إلى الإعلان عن انتهاء التحقيقات والتوصل إلى نتائج رائعة تضمن للقيادة السياسية أن تستغل العملية في توجيه تهم الإرهاب والتشجيع عليه إلى أطراف أخرى (بالجملة)، وبالطبع هي أطراف على خلاف مع النظام السوري.
النتائج التي تفتقت عنها عبقرية رجال المخابرات السورية تقول أن ثلاثة من المنفذين يعملون في السعودية، وتأثروا بخطب ودروس لرجل دين سعودي متشدد، وقام زعيمهم بتمويل العملية بتحويل الأموال من السعودية، بينما قام مساعدوه بشراء الأسلحة والمتفجرات وتهريبها من لبنان.
هكذا، بضربة معلم استطاع العباقرة أن يجمعوا السعودية مع لبنان في دعم الأعمال الإرهابية، ولأن المخابراتيون لا يريدون إغلاق الباب تماماً أمام توجيه اتهام للأردن – ربما لحين انتهاء مفاوضات ما – فقد رأوا أن يسموا المجموعة باسم (سرية أبو مصعب الزرقاوي)، وهكذا تكون العلاقة – المعنوية في أسوأ الفروض – مع الأردن موجودة، وجاهزة للاستخدام عندما يحين الوقت.
ويبدو أن تصريح الرئيس مبارك الأخير حول رفضه لأي محاولات قد تؤدي إلى انهيار سورية قد شفعت لمصر وأدت إلى رفع اسمها من المخطط، وإلا لكنا قرأنا في تصريح المصدر المسؤول أن الجلابيب التي ارتداها الإرهابيون مصنوعة من الكتان المصري، أو أن الفيلم الذي أعدوه لينشر في وسائل الإعلام تظهر في خلفيته الأهرامات !!

المؤسف أن المعارضة السورية، التي تعجز حتى الآن أن تلتقي على برنامج عملي واضح، لا تعرف كيف تستفيد من هذا الغباء الهائل الذي يميز عمل المخابرات السورية، بعد سنوات طويلة من القهر والاستبداد والتحكم بالمواطنين عن طريق الخوف والرعب لا عن طريق المعرفة والقدرة، مما جعل عملها الخارجي دائماً فاشلاً ومبعثاً للسخرية في العالم أجمع.
ومع ذلك كله، نجد أن أقصى ما تستطيعه مواقع المعارضة السورية هو نشر الإشاعات الساذجة عن ما تم في الاجتماع المغلق بين الرئيس وأمه وأخته، وكأن هذه المواقع تملك هدهد سليمان، معتقدة أنها بذلك تتبع طريقة غوبلز (وزير إعلام هتلر)، بينما أنها في الحقيقة تقلد نسخة هزيلة عن أحمد سعيد (بطل هزيمة 67 في صوت العرب(.
لعل الوقت قد حان لقوى المعارضة لتركز على ما تقوم به أجهزة المخابرات من دعايات مشبوهة، وبيان ضرر هذه الدعايات على الدول العربية التي لا زالت تريد المحافظة على النظام المهترئ متجاوزة عن كل جرائمه بحق شعبه أولاً، ثم بحق كل من ساعده ووقف إلى جانبه يوماً ما.


الأربعاء، 25 مايو 2011

يدري أم لا يدري؟

كلما تصاعدت وتيرة العنف والقتل ضد المتظاهرين السلميين في سورية، تتصاعد التوقعات بتحرك الأغلبية الصامتة في المدن الكبرى، خصوصاً أن هذه الأغلبية تعاني مما يعاني منه بقية أبناء الشعب السوري المبتلى بحكم قمعي منذ نصف قرن.
لكن هذه التوقعات لا تتحقق، وتبقى المظاهرات – مع أنها تتوسع أسبوعياً وبشكل مضطرد – دون التوقعات، ولا تتناسب مع حجم القمع والإجرام الذي تمارسه الأجهزة الأمنية، مما تسبب فعلاً في حدوث حالة من الحيرة لدى المتابعين المهتمين بما يحصل في سورية.
ومع وجود تفسيرات كثيرة – معظمها صحيح بنسب متفاوتة – تضم: الخوف المزمن من القمع، القلق من الدخول في حرب أهلية طائفية، الخوف من التدخل الأجنبي، تشابك المصالح مع النظام الفاسد، تصديق الروايات السخيفة لأجهزة إعلام النظام حول المؤامرة والمندسين، وغيرها، إلا أن العامل الرئيسي في التثبيط هو ما لاحظه الكثيرون عبر حوارات مع أصحاب وجهات النظر السلبية هو وجود قناعة لديهم أن الرئيس السوري يرغب فعلاً بالإصلاح، وهو يعطي الأوامر –كما يقول الناطقون باسمه- بعدم التعرض للمتظاهرين لكن بعض المتنفذين من النظام يعملون على التصعيد باستخدام القوة، وبالتالي فالرئيس الشاب الإصلاحي غير مسؤول عن ما يجري ويجب إعطاؤه الفرصة ليحقق مسيرة الإصلاح (بسرعة ولكن دون تسرع) كما قال، أي خلال العقود القادمة !
وباستخدام القاعدة الشعرية اللطيفة (الفضل ما شهدت به الأعداء) بعد عكسها لتصبح (النقص ما نقدت به الحلفاء) يمكننا التأكد من عدم دقة هذا الكلام عبر قراءة ما ورد في جريدة الأخبار اللبنانية التي كانت دائما في صف النظام السوري، حتى (اتسع الخرق على الراتق) كما يقال، واضطرت إلى تطعيم الأخبار السورية بشيء من المصداقية بعد أن أصبح الدفاع عن جرائم النظام مسألة في غاية الصعوبة.
في سياق تغطيتها لخبر اجتماع الرئيس اللبناني ميشال سليمان مع مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى (والسفير السابق في لبنان) جفري فيلتمان، ذكرت الأخبار في نهاية الخبر تعليقاً على تسليم الجنود السوريين الذين فروا إلى لبنان إبان مذبحة تلكلخ، وبعد تبرير سبب تسليم الجنود إلى سورية، ذكرت أن الرئيس اللبناني اتصل ببشار الأسد يوم الأربعاء 18/5 على جري عادته كل أسبوع لكن لم يستطع الوصول إليه، ثم عاد الأسد واتصل به يوم السبت 21/5 وشكره على تسليم الجنود الفارين إلى النظام السوري.
ما معنى هذا الكلام؟ هل له معنى آخر سوى أن الأسد مطلع على كافة تفاصيل الوضع، وأنه أخر إجابة هاتف سليمان ليتأكد أن الجنود تم استلامهم دون نقص، وبدون أن يترك أي دليل قد تصل إليه الصحافة العالمية الممنوعة من دخول سورية؟
هل يستطيع أي مدعٍ من الحياديين (الذين يساهمون بحياديتهم الواهية في قتل إخوتهم) أن يزعم أن الرئيس ليس على علم بما يجري؟ هل سيطلع علينا من يقول أن الأسد مضحوك عليه وهو يظن أن الجنود فروا إلى لبنان هرباً من المحاكمة بتهمة التهريب مثلاً؟
في بداية خبر الأخبار نقطة مهمة وردت في محضر اجتماع الرئيس اللبناني مع الضيف الأمريكي الذي يتهمه النظام السوري بأنه مهندس عملية إسقاط النظام، حيث أبدى سليمان تخوفه من سقوط نظام الأسد وانعكاسات ذلك على الوضع اللبناني، فأكد فيلتمان أن (إدارته تريد رؤية إصلاحات حقيقية في سوريا، إلا أنها تريد من الرئيس السوري الحالي أن يتولى هو إجراءها، موحياً بذلك بعدم ممانعة واشنطن بقاء الأسد في الحكم، لكن في ظلّ نظام سياسي تشمله إصلاحات أساسية. أكمل فيلتمان إيحاءه هذا بالتلميح للرئيس اللبناني، بأن الإدارة الأميركية تحبّذ الإصلاحات عبر الأسد لا أن تجري بطريقة ثانية).
وهذا يتقاطع مع التصريحات الأمريكية على لسان وزيرة الخارجية والرئيس الأمريكي التي تشير كلها إلى رغبة أمريكا في الإبقاء على نظام الأسد، مع إصلاحات في الحدود الدنيا تضمن غضبة الكرامة لدى الشعب السوري، وتحافظ على الحليف السري الأكثر ولاء للعدو الصهيوني طيلة الأعوام الأربعين الماضية.
خلاصة القول: الأخبار –وهي الجريدة الأكثر ولاء لسورية في لبنان طوال سنوات- تؤكد أن الرئيس على علم بكل ما يجري في بلده من مذابح، وتؤكد أن أمريكا تؤيد بقاءه في الحكم عكس كل دعاوى المؤامرات والصمود والتصدي والعلاك المصدي.
ويبقى للشعب السوري البطل أن يعتمد على نفسه فقط، كما هو الحال منذ بداية الانتفاضة، كي يزيل هذا الكابوس الذي يجثم على أنفاس وطنه منذ نصف قرن.

الاثنين، 23 مايو 2011

لن ننسى

فيديو جديد من البيضا، بملابس وهيئات مختلفة، ما يوحي أن عملية الإهانة للسكان كانت مقصودة وممنهجة، وليست تصرفاً من بعض الضباط كما شاع.
اسمعوهم يشتمون السكان لأنهم طالبوا بالحرية.. هذا ذنبهم، أنهم هتفوا للحرية !!


لن ينجوا
قسماً لن ينجوا
قد يتأخر حكمُ الشعبِ
قد يتأخرْ
ويزيد الطغيان علوّاً
أكثر .. أكثرْ
يبتهجون بقتل بريءٍ ،
ضربِ صبيٍّ ،
حبسِ امرأةٍ ،
تدنيس الجامع والمنبرْ

لكن مهما طال ظلامٌ
يأتي نورُ الحقِّ جلياً
يشرق من صرخة مظلومٍ
يهتفُ: ربي .. ربي أكبرْ
لن ننسى ..
قسماً لن ننسى
سنحاكمهم لجرائمهمْ
في حقّ كرامة أمتنا
لن ننسى أبداً ..
لن نغفرْ



السبت، 21 مايو 2011

طمن .. طمن

هذه القصيدة كتبتها أختي (جمان عكل) ولأنها تناسب محتوى المدونة أكثر من مدونتها (الرقيقة) استأذنتها في نشرها هنا.

==> على موقع اليوتيوب؛ فيديو يعرض مشهداً من (درعا)، حيثُ قُنِصتْ أمٌّ وابنها كانا على ظهر درّاجةٍ ناريّة. الشابّ الذي يحاول إسعافهما مع رفاقه اسمه (محمود). ونسمع مَن خلف الكاميرا يهتف به كثيراً: طمّن طمّن*.. كلما علا صوت رصاص القنّاصة.


(طمّن طمّن يا محمود)..
فالسّفلة لا قلبَ لهمْ
أدري.. تدري
أنْ لا منجاةَ من القدرِ
لكن أيٌّ منّا يدري حقّاً ما القدرُ؟

(طمّن خَيّي يا محمودْ)
فرفيقكَ لا ينوي أن يرجعَ وحده
ليخبّرَ عائلتكْ: أمّكَ/أختكَ/زوجكْ
ابنكَ أو (بيّكَ) أو عمّك:
محمودٌ أخذتْهُ رصاصة!

صاحبكَ ينادي أنْ طأطئ رأسكْ
فالقنّاصةُ فوقَ السطحِ هُناكْ
والشارعُ مكشوفٌ خطِرٌ
لا شيءٌ يحجبكَ سوى
تلةُ رملٍ منخفضة..
لكنّكَ مندفعٌ بحماسةِ من يوقنُ
أنْ لا حاميَ إلا الله..
يصرخ: طمّن..طمّن
فتردّ عليهِ: (الزّلمِة حَيّ)!
..
أتُراهُ -ربيبُ الفِسقِ- رآكْ؟
ذاكَ المختبئُ وراء الجُندِ -ابنُ الطاغوتْ-
مَن يخجلُ إبليسٌ لو شُبّهَ بِهْ
أتُراهُ رآكْ؟
هل يعرفُ اِسمكْ؟
هل سمع رفيقكَ يصرخُ: طمّنْ
والآخرُ يهتفُ بالمُلقى في عَرضِ الشارعْ:
اشّاهَد خَيّْ
إذ يدري.. أنْ لا مُسعفَ في تلكَ اللحظةِ إلا مُعجزةٌ
من ربِّ الكونْ؟
أتُراه يظنّ بأنّكَ وحدكَ يا محمود
من يُلقي رُوحَهُ كي يُسعفَ نبضَ أخيهْ؟

أنّى قد يفهم
إذْ قذف بقلبهِ -ملعوناً-
يُعلن رفضَ الإنسانيّةِ صفةً لهْ
أنّى قد يشعرُ معنى تلك الصرخاتِ لطفلٍ في العاشرةِ
أو دمعَ الآباءِ المفجوعينَ المنكبّينَ على الأكفانْ
أعينهم تطفحُ دمعاً
لا يروي شيئاً من لوعةِ روحٍ
فقدتْ أغلى مَن تملك؟!
أنّى قد يفهم أنّا مِن بُعد مئات الأميالْ
نبكي معهم..
نصرخ معهم..
ندعو معهم..
والدعواتُ كألفِ رصاصة
ستمزّقُ دنياهُ وآخرتَهْ؟!
أنّى قد يفهم أنْ ليسوا (قِلّة)،
أنّ شجاعتهم غلبتْ كلّ الكثرة؟!

أنّى قدْ يفهم أنْ مهما حاولَ أن يتعذّر
لن يملكَ إحياءَ الموتى،
أو ردّ الأرواحِ ومحو عذاباتِ السنواتْ
أو جبرَ قلوبِ الآباءِ وكفَّ دموعِ الأيتامْ؟!
لن يملكَ أبداً تغييرَ التاريخِ الأسودْ
هوَ لا يملك شيئاً..
أبداً.
..
لكنّكَ تملكُ.. يا محمودْ
إذ تبصقُ في خوفِ القنّاصة قرَفاً
مختبئونَ بكلّ ِعتادٍ كي يرموكَ وأنتَ الأعزلْ
تملكُ أن تهتفَ برفيقكَ إذ يصرخُ: طمّنْ؛
(اِلزّلمِة حَيّ)..
إمّا أن أحيى معهُ
هذا الملقى في الشارعِ ينزف موتاً؛
أو أُلقى مقنوصاً قربهْ.
تُخبرنا أنّ الواحدَ مِنّا لا يعني شيئاً وحدهْ
لا يعني شيئاً إلا..
إنْ كانتْ كفّهُ حاضنةً كفَّ أخيه
مُمْسكةً نزفهْ
مُسعِفةً روحه
حالمةً معهُ بالوطنِ الواحدْ.

ترتدُّ الخضرةُ للأرضِ المطعونة غدراً
لو هتفتْ كلُّ حناجرنا في وقتٍ واحدْ:
أوعى تطمّن يا محمودْ
أوعى تطمّن، لا يا خَيّ.
____
* واطْمَأَنَّت الأَرضُ وتَطَأْمَنَتْ: انخفضت. (لسان العرب).


الاثنين، 16 مايو 2011

الشعب يريد محاكمة النظام

المتابع لسير الثورة السورية، وتصاعد الهتافات والمطالب الشعبية من: حرية، إلى: بعد اليوم ما في خوف، ثم: الموت ولا المذلة، وأخيراً: الشعب يريد إسقاط النظام .. لا بد له أن يصل إلى قناعة أن الهتاف التالي سيكون: الشعب يريد محاكمة النظام.
وإذا كان الأشقاء في تونس ومصر هتفوا به بعد أن أسقطوا النظام بالفعل، فنحن لا بد أن نهتف به، ونعمل من أجله من الآن.
علينا أن نجمع قوائم بأسماء الداعمين للنظام، قوائم العار التي تنتشر هنا وهناك عن ضباط وموظفين كبار، وفنانين وتجار هي بداية جيدة، لكن لا بد لنا من الاستمرار.
علينا أن نجمع أسماء الديبلوماسيين الذين لا زالوا يؤيدون نظام الأسد المجرم.
علينا أن نجمع أسماء المشايخ والمتاجرين بالدين الذين يسبغون عليه صفات البراءة والخير.
علينا أن نجمع أسماء أعضاء مجلس التصفيق (المسمى زوراً مجلس الشعب) ومازالوا يدافعون عن نظام فقد شرعيته الضئيلة والساقطة أصلاً من أول رصاصة أطلقها باتجاه المتظاهرين العزل.
ومن هؤلاء خصوصاً نريد معرفة اسم الأحمق الذي كان ينافق لسيده التافه في جلسة التصفيق المشهورة: العالم العربي قليل عليك يا سيادة الرئيس، أنت يجب أن تقود العالم كله.
هذا النكرة يجب أن يعرف جيداً، ويُحاكَم لتمجيده قاتلاً سفاحاً يضحك ملء شدقيه فيما دماء الأبرياء تلوث يديه.
الشعب يريد محاكمة النظام، وسوف يحاكم هذا النظام الفاسد لما فعله في سورية طيلة أربعين سنة من التخريب الممنهج والإذلال العلني والسري، والقتل المباشر أو غير المباشر.
صدقوني، سوف نحاكمهم محاكمة عادلة هي أقسى عليهم من أي شيء آخر، لأن ما يخافون منه، وما يحاربونه اليوم هو العدل.
الشعب يريد، وسوف، يحاكم النظام.