اقترح علي الأخ (ثائر سوري) على تويتر @SyrRevo كتابة قصيدة مشابهة لقصيدة (قصة حمدة) العامية للشاعر عمر الفرا، على أساس أن الفرا مشغول الآن بتملق النظام المجرم الذي يقتل الأطفال، وآلاف (الحمدات) دون أن يرف للفرا جفن، على حد علمي.
هذه محاولة على استحياء، للكتابة بالعامية السورية البدوية، وهي تجربة جديدة علي جداً، ما كنت لأقدم عليها لولا شعوري بالهوان أمام ما حصل للبطل حمزة علي الخطيب.
الكلام برأيي لم يعد مجدياً، لكننا لا نملك غيره في ضوء تغريبنا عن وطن تملكه عصابة مجرمة، ويملكنا همه.
هذه .. قصة حمزة:
كان صغيّرْ
برعم عَ الدنيا عم يطلعْ
أحلامو ..
دراجة جديدة ،
يلعب يوم بكاسْ العالمْ
يرفع اسم البلد الـ حبّا
ويعليها فوق العالمْ
يرفع اسم البلد الـ حبّا
ويعليها فوق العالمْ
سمعْ صحابو
عمّا ينادوا:
بدنا حرية يا عالمْ
راحوا كتبوا ع الحيطان:
الشعب يريد إسقاط النظامْ
مثل الـ شافوه بالأفلامْ
لمتهمْ دورية شرطة
غابوا صحابو عن مدرسته
قالوا أهلنْ
إنهم ما قدروا يشوفوهمْ
قالوا إنهم سمعوا اخْبارْ
عن تعذيب وقلع اظفارْ
هبت درعا
ونشامى حوران معاها
طلعوا ينادوا ع الحرية
ومعهم حمزة
طلع ينادي:
بدنا حرية .. حرية
هجموا عليه
زلام الأمن
خطر عليهم
إنو طفل
يطلب حرية
بهالوطنْ
***
وقّفْ حمزة
قبال الضابطْ
ضربوا الضابط فوراً كفْ
حمزة تفاجأ
بعينو رفْ
لكن خاف يحرك راسو
(تذكر حمزة الصف الثالثْ
لما معلمْ
ضربوا كفْ
بلش يبكي
ضربو الثاني،
وضربو ثالث .. رابع كف
قالو ببطل
لما تسكت)
تذكر حمزةْ
خاف الدمعة تفضح خوفه
حبس الدمعةْ
وعض الشفة ليحبس صرخة
غضب الضابط
"هالكلب الأزعر بيتحدى"؟
شال الكبل، وبلش يضرب
ما اطلّع وين الضربات
ظهرو وجنبو صبوا دم
وحمزة الصامت عرف السرْ
أكثر شغلة تخوف ظالمْ
وقفة عزةْ
وقفها حمزةْ
تذكر بَيّو
كيف ينادي:
الموت ولا المذلة
وقرر لحظتها
ما يلين
قرر إنو
يصير الشعلة
الـ بتنور
درب الأمة
***
لما كِثِرْ الضربْ
تزلزلْ
حمزة الشامخْ
بعدو صغيّرْ
ساحت ركبهْ
نزل عليها
والضابط لسه عم يضرب
طالع فردو
وقالو لحمزة:
بدك حرية يا كلبْ
ضرب رصاصة ع جنبو الأيمن
وجنبو الأيسر
ولسه الغل بصدره يغلي
ضرب رصاصة بصدره لحمزة
حمزة تبسمْ
طلعت روحه لعند المولى
وارتاحت من ظلم المجرمْ
جنّ الضابط
"لكْ عم يضحكْ ؟
هات الخنجرْ
واقطع عضوه
تنطعميه
للكلب المثلو"
حمزة تبسم
تبسم أكثرْ
شاف الجنة
أقرب صارتْ
والحرية
أقرب صارتْ
والجلاد
نفسه هانتْ
***
يا حمزةْ
يا ابني .. عَ مَهلكْ
لا تستعجلْ
تترك أهلكْ
هَيْ سوريّة
عم تندهلكْ
تترجاك
تسامح أهلا
اللي خلوك بها المحنةْ
***
يا أم حمزةْ
ابنك طيّبْ
عايش في قلب الملايين
يمكن
لو ما كان استشهدْ
يطلع دكتور يعالجنا
أو جندي يحمي تربتنا
لكن موته..
أحيى أمة
وقسماً ..
قسماً
حمزة اليومْ
راسو براسْ صلاح الدينْ
اضغط هنا لسماع القصيدة،إذا صعبت قراءتها: قصة حمزة بالصوت