أرسل أحد الأصدقاء رسالة إلكترونية يشجعنا فيها على التصويت في موقع بي بي سي العربي الذي يسأل: هل الإصلاحات التي تمت حتى الآن كافية؟
كانت الأصوات في الموقع لصالح (نعم) .. هي نفسها (نعم) التي كانت تكتب بالدماء في استفتاءات الأسدين: الوالد والولد، لا فرق إن كانت في صناديق استفتاءات مزيفة أم على موقع إلكتروني.
بالنسبة لي، أقف موقفاً شخصياً ضد كل هذه الاستفتاءات الإلكترونية، بسبب تجربة حصلت أمامي حين صمم أحد الزملاء المبرمجين برنامجاً صغيراً على حاسبه، وتركه موصولاً على الإنترنت طول الليل ليقلب نتيجة أحد الاستفتاءات في الاتجاه الذي يريده. المسألة –كما شرح لي- بسيطة وليست معقدة، يكفي أن تعرف (الكوكيز) ومعذرة لأني لا أعرف مسماها العربي، التي يضعها الموقع على جهازك عندما تصوت، فتمسحها وتصوت من جديد.
من ذلك الوقت –أكثر من عشر سنوات – توقفت عن التصويت في هذه الاستفتاءات، سواء كان الموضوع الاحتجاج على حاكم، أو السماح بالحجاب في فرنسا، أو بناء مسجد في أستراليا أو حتى الاعتراض على سب النبي.
المسألة أعقد بكثير من ضغطة زر على شاشة موقع افتراضي، لنجيب على سؤال افتراضي لا يغير شيئاً من الواقع اليومي.
الجواب الحقيقي على إصلاحات بشار كان من الشعب، من القوة الحقيقية الوحيدة التي تملك الجواب: ارحل ارحل يا كذاب .. تضرب إنت وها الخطاب.
باختصار، كما قال أحد مغردي التويتر أمس بعد الخطاب مباشرة: الجواب ما تراه لا ما تسمعه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق