الاثنين، 20 يونيو 2011

الخطاب غير المنتظر

هذه المرة لم يكن الشعب السوري ينتظر خطاب الرئيس (المخلوع قريباً) ..
شاهدناه جميعاً لكن لم نكن ننتظره. لم يعول أحد منا أي آمال على خطاب شخص جاء للرئاسة بتزوير إرادة الشعب، وتعديل دستور دولة عريقة كسورية ليتم تفصيله على مقاسه، ثم أرسل جيش الوطن يقتل أبناء الوطن، وأطلق يد أجهزته الأمنية تقتل وتمثل بجثث المعترضين سلمياً على حكمه.
منذ الإعلان عن الخطاب كانت التوقعات لدى الشعب السوري معروفة: لن يقول جديداً.
الحقيقة أننا يجب أن نشيد بكاتب الخطاب، فهو نجح في إتاحة الفرصة للرئيس الذي يحب الحديث أن يتحدث لحوالي الساعة دون أن يقول شيئاً.
من كان ينتظر الخطاب؟
تركيا كانت تنتظره دون شك، فالتسريبات عن نصائح تركية وفرصة أخيرة للنظام السوري كانت كثيرة في الأسبوع المنصرم، وقد نجح الأسد ببراعة فائقة في إفساد كل التوقعات التركية عن تجاوب مع مساعي أردوغان.
يبدو أن على تركيا اليوم أن تواجه قدرها مع الأكراد دونما اعتماد على قمع الأكراد السوريين عن طريق نظامنا الفاشي.
اليوم أثبت بشار فشله في قراءة الواقع، فضلاً عن قراءة المستقبل، أثبت أنه لا يفهم إلا لغة واحدة هي لغة العنف والدم. لا يمكن لعاقل أن يتخيل غياب رأس السلطة عن مخاطبة شعبه كل هذه المدة في ظروف لم تواجهها البلاد خلال تاريخها الحديث بأكمله، ثم يعود ليكرر وعوداً أطلقتها مستشارته السياسية قبل أشهر وعند اندلاع الثورة الخجولة.
واضح أن الرئيس المرتعب (كما بدا على قسمات وجهه والتلعثم الذي شاب خطابه) لم يشاهد صوره تداس بالأقدام، رأس تمثال أبيه تتراكله أحذية الشعب الذي أعلن بشكل قاطع إرادته: إسقاط النظام.
لا زال الأسد يعول على حاجة الصهاينة إليه لحماية حدود فلسطين الشمالية من أي مسعى تحرري حقيقي، وهو يستغل هذه الحاجة التي ترجمها الأمريكان بشكل ضغوط واضحة على الدول المؤثرة في الوضع السوري لمنع تعاطفها مع مطالب الشعب المشروعة، بل وحتى في تعطيل أي إدانة (تافهة) تصدر عن مجلس الكذب المسمى زوراً بالجامعة العربية.
خطاب اليوم أكد وقوف الأسد ضد شعبه، وهي وقفة سيندم عليها قريباً جداً، إذ أن من يحمونه اليوم ويحاولون مساعدته على الاستمرار سينقلبون ضده فور تصاعد التظاهرات، وهو المتوقع خلال الأيام القليلة القادمة.
القرار اليوم بيد الشعب السوري، وهو الشعب البطل الصامد الذي أعلن مباشرة من حمص: ارحل عنا يا كذاب، مردود عليك الخطاب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق