قبل سنوات، راجت مقولة للرئيس الأمريكي بوش الابن مفادها: من ليس معنا فهو ضدنا، ولا أظن أنه مبتكرها فهو أغبى من أن يبتكر.
اليوم أدرك تماماً معنى هذا الكلام. الثورة السورية، وأنا أصر على تسميتها بالثورة وليس الانتفاضة أو الاحتجاجات، وصلت إلى حد خطر لا ينفع معه الحياد.
الذي يقف على الحياد اليوم يقف مع النظام، الذي يغلق باب منزله عليه وعلى أولاده ويحسب أنه آمن يعطي النظام المجرم مفاتيح بيوت جيرانه الثوار ليعتقلهم ويقتلهم.
من يقول أن هناك مؤامرة وراء هذه الثورة، أو يروج لهذه المقولة عن حسن نية أو لخوف من النظام وهو غير مقتنع، يعطي النظام رخصة للقتل لأن المتآمرين خونة لبلادهم، بينما الخائن الوحيد هو النظام الذي يطلق النار على الشعب الأعزل.
أكتب هذا الكلام لأن واحداً من أصدقائي الأعزاء جداً أرسل خبراً نقلاً عن موقع فيلكا الذي يقف وراءه وزير لبناني سابق من أزلام الأسد مفاده أن الثورة السورية تمت بتخطيط مشترك بين الإسرائيليين، والأمريكيين والسعوديين، ورددت عليه بأنه إن لم تكن لديه الحاسة الوطنية الكافية ليكشف تفاهة هذا الكلام، فعلى الأقل عليه أن يستخدم ذكاءه ويرى هل يستقيم هذا الكلام منطقياً مع تحركات الشارع؟
وأردفت كلامي بطلب حذفي من قائمة مراسلاته، ومن دفتر هاتفه كذلك إن هو أصر على تبني وجهة النظر هذه أو ما يسميه هو (الحياد) وأسميه أنا (الاشتراك في قتل الأبرياء)
اليوم، من ليس مع الثورة، علناً وليس سراً، ليس مني ولست منه، أباً أو أخاً أو ابناً أو صديقاً.
يا سوريون: من أغلق عليه بابه فليس آمناً، وسوف يأتيه الدور عندما يفرغ النظام من الذين خرجوا بصدورهم العارية لاستقبال الرصاص.
يا سوريون: من أغلق عليه بابه اليوم فهو الخائن لدماء الشهداء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق