كثير من الناس، إن لم يكن معظمهم، ينشأون على التسليم بصواب رأي شخص
أو جماعة، وغالباً ما يكون مصدر هذا التسليم البيت الذي يربي بهم القناعة، أو
شخصية مؤثرة يعجب بها الشخص في مرحلة مبكرة.
هذا التسليم بالصواب، يجعل الشخص يدخل في نوع من الاسترخاء الفكري،
فلا يناقش ما يعترضه من مسائل، بل يأخذ الرأي الجاهز من مصدر القناعة.
تماماً كما
يفعل صاحب العقار، يبنيه ويؤجره فارغاً إلى من يستثمره، ويستريح هو من عناء
التأثيث ليصله الإيجار دون كثير تعب.
يمكنك أن تفعل ذلك بالتأكيد .. عقلك وأنت حر فيه. :-)
لكن ..
قبل أن تؤجر عقلك، وحتى لأحسن الناس في زمنك، تذكر أن التعديلات التي
سيجريها هذا المستأجر على عقلك هي تعديلات دائمة .. لا يمكنك إلغاؤها ولا يمكنك
إزالة آثارها إذا اكتشفت يوماً، عند مرور أحد الناصحين بجانب (العين المستأجرة)، أن
المستأجر قد أساء استعمالها.
تذكر.. ثم قرر، هل تؤجره أم تستثمره بنفسك؟
وصدق الله العظيم:
(ولقد ذرأنا لجهنم كثيراً من الجن والإنس لهم قلوب لا
يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك
كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون) – الأعراف:179
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق