الثلاثاء، 17 فبراير 2015

ذات صباح

الأصدقاء القدامى، وأعني القدامى حقاً، أولئك الذين جلسوا إلى جوارنا على مقاعد الدراسة، وشاركونا الأفراح البريئة والأحزان الصغيرة، يبقون في القلب مهما غابوا، ونبقى نحن لهم مهما بعدت بنا المسافات، والأيام.
هذه القصيدة كانت (ذات حنين) في صبح يوم من عام 2009 ، شوقاً لصديق ما زلت أتطلع للقاء جديد يجمعني به.

ذات صباح
أهاتفه بلا سببٍ
أسائله: بخير أنت؟
والأولاد، كيف همُ؟
ويسألني عن الأحوالِ
ثم الصمت يغمرنا

كبرنا يا رفيق الروحِ
صرنا مثل ساريةٍ
على فُلْكٍ تجوب البحرَ
لا تلقي مراسيها

عجزنا نلتقي دهراً
وكنا لا تفرقنا
صروف الدهر
تبلونا ونبلوها

كبرنا..
صارت الكلمات هماً
يأبى الفمُّ ينطقها
.
.
يطول الصمت..  يسألني:
-        بخير أنتَ ؟
هل آتي؟
-        غدوتُ بخيرٍ الآنا
ولا تأتِ
إذا لم يتصل ولدي:
-   أبي (يطلبْكُمُ الحِلَّ)*
وادعُ الله غفرانا


*  (يطلبكم الحل) بلهجة أهل نجد: يسألكم أن تسامحوه (كناية عن الموت)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق