الأربعاء، 28 مارس 2012

نصر مرتقب

صديق عزيز، كتب يسألني أين أنت؟
أجبت:
موجود يا صاحبي
في هذه الدنيا
بين مدٍّ وجزرِ
بين شهقة حزنٍ وأخرى
ودمعةِ نعيٍ
وبسمةِ نصرٍ .. مرتقبْ
أراه قريباً ..
كقرب القيامةِ
تعرفُ أنْ ستجيئ قريباً
وغيركَ مازال فيها يشكُّ


الجمعة، 16 مارس 2012

ثورة من نوع آخر

قمنا،
تحمسنا،
وناضلنا
فقلنا
ونظن أنا بالحكي
ثرنا
يا شام
إن سيوفنا خشب
فلنعترف أنا تخاذلنا

مع الاعتذار لنزار قباني

الخميس، 15 مارس 2012

عام على الثورة

قبل عام من الآن، كنت في مصر مع بعض الأحباب من ثوارها نحتفل بنزول المجلس العسكري عند رغبة الثوار، وتكليف عصام شرف برئاسة الوزارة.
يومها سألني بعضهم – ممن يتابعون الشأن السوري – هل أتوقع تظاهرات بحجم كبير في الخامس عشر من آذار (مارس) الذي دعا إليه الناشطون، وصفحة الثورة السورية؟
إجابتي كانت محبطة لهم، قلت لهم أن عدد المشتركين في صفحة الثورة بضع مئات معظمهم من خارج سوريا. قلت لهم أن تجربة الرابع عشر من شباط (فبراير) من نفس العام، والذي دعا فيه بعض الناشطون إلى اعتصام بالساحات ولم يلقوا أي تجاوب تثبت أن تحريك الشارع السوري المثقل بالخوف مسألة شبه مستحيلة.
أضف إلى ذلك تغول جهات الأمن وضرباتها الاستباقية لكل محاولة للاعتراض عليها، كما فعلوا مع المهندس غسان النجار الذي كان دعا إلى اعتصام شباط، فاعتقلوه قبل الموعد كي يمنعوا أي احتمال لإثارته حماسة الشباب.
كنت صريحاً عندما قلت أننا في سوريا يوم 15/03/2011 من ناحية الوعي بحقوق الإنسان، وإمكانية وجود أشخاص فاعلين ومؤثرين في المجتمع وقادرين على تحريك الشارع، كان يمكن مقارنتنا مع مصر في النصف الثاني من عهد السادات، أي ما بعد عام 1975، وبمعنى آخر، كنا نحتاج إلى خمسة وثلاثين عاماً كي نصل إلى المرحلة التي بلغتها مصر بخلع مبارك، ولو أخذنا في الاعتبار العامل المحفز الثوري المتمثل في نجاح تونس ومصر، وانطلاق ليبيا واليمن، فربما يلزمنا خمس إلى عشر سنوات كي يتحرك الشارع السوري.
قبل عام من الآن، وقف عشرات الأبطال في قلب دمشق، وأخرجوا لنا أول صورة حية من داخل سوريا لمظاهرة تهتف للحربة بشكل واضح لا مداورة فيه كما حصل في الحريقة قبلها بأيام، خرجت المظاهرة المتواضعة فأحيت في نفوسنا شعلة الأمل بشعبنا.
قبل عام من الآن تجمع عشرات الأبطال أمام وزارة الداخلية بدمشق، فجن جنون الطاغية وانطلق يعتقل ويضرب ويهدد، ومر اليوم السابع عشر من آذار بسلام، وبدأ بعض من حولي ينظرون إلي شامتين قائلين: ألم نقل لك؟ الوضع في سوريا مختلف عن مصر وتونس، وستندم أنت ومن وقفوا ضد النظام.
قبل عام من الآن، خرج أهالي درعا الأبية يهتفون هتافهم الذي يكتب تاريخ سوريا الجديدة: الموت ولا المذلة، وانطلقت قلوبنا تحفهم وتهتف معهم وتدعو لمؤازرتهم.
قبل أقل من عام، كانت الجزيرة لا تغطي من أخبار سوريا إلا أقل القليل، وعندما وسطنا بعض أصحابنا المتصلين بمديرها أخبرونا أنه لا يملك أن يفتح الهواء للتغطية بشكل كامل نتيجة لضغوط عليه تهدف إلى منح الأسد فرصة لتدارك الوضع ومعالجة الثورة قبل أن تمتد.
وماذا كانت النتيجة؟
أصبح مؤيدو الثورة بمئات الالوف، والمتعاطفون معها مثلهم، والعالم كله يشاهد ما يجري لشعبنا، وهم وإن كانوا يتفرجون الآن، سينتهي بهم الأمر بمؤازرتنا، لأن الساقط لم يترك له صديقاً، ومن يتاجرون به يدركون قرب مصيره المحتوم، وهم اليوم إلى بيعه أقرب منهم إلى الوقوف بجانبه.
لمن يتساءل: ماذا بعد؟
أقول:  قد يقتلون منا الآلاف، وقد يدمرون اقتصادنا، وقد يتآمر العالم علينا، فيزرع الفتن بين الشخصيات المعروفة بنضالها مع الثورة، وقد يخرج علينا متفلسفون ومخذلون، لكن الحقيقة الوحيدة أن هذه الثورة انطلقت بعون الله وسوف تستمر بتوفيقه حتى سقوط الطاغية.

الخميس، 1 مارس 2012

سراقب .. ما عاد فيها هيطلية

مدينة سراقب في إدلب، واحدة من أقرب مدن إلى حلب، وقد تعود الحلبيون المرفهون أن يزوروا أريحا ظهراً ويتناولوا الغداء الذي غالباً ما يكون أكلة مشهورة هناك اسمها : لحمة بالكرز على قمة جبل الأربعين ، ثم يعرجون في طريق عودتهم على سراقب المشهورة بأكلة الهيطلية، وهي حلوى مصنوعة من الحليب تشتهر بها المدينة.
اليوم.. ما عادوا يستطيعون ذلك، ليس لحزن على سراقب، ولكن لأن سراقب محاصرة من زبانية الأسد، وعدد جنود الجيش الحر فيها متواضع.
المهم أنها مدينة محررة .. مدينة تبعث الأمل والتفاؤل في أن زمن الأسد قد ولى إلى غير رجعة ..
شاهدوا الفيلم واحكموا، شاهدوا الأطفال الهاتفين بإعدام الأسد في الشوارع، شاهدوا الرجال المتحلقين حول شاعرهم ينظم الزجل في تحدي المجرم البائس.
شاهدوا الفيلم وادعوا لهم بالحماية والرعاية الإلهية، وأن يعجل الله تفريج كربتهم ويجمعنا بهم على خير.

لحظة صمت

ليست على أرواح الشهداء،
فهؤلاء أصمتونا إلى الأبد بتضحيتهم.. هؤلاء لا نصمت بل ندعو لهم، ونتمنى أن لا نحاسب مع قاتلهم لصمتنا عنه.

لحظة صمت أنشدها ممن حولي
يتركوني وحيداً مع أحزاني
مع يأسي الذي لا أريد إظهاره
مع الدموع التي تحجرت وما عادت تهطل، كما مطر هذه الصحراء الذي يأبى المرور بها
لحظة صمت لا أسمع فيها خبراً من نشرات الأخبار عن عدد شهداء سوريا اليوم
وإن أطفأت التلفاز لا يتصل بي أحد ليخبرني عن الشهداء في عندان ويسألني: هل منهم أقارب لك؟
وحتى إن أغلقت الهاتف، والباب، وانطلقت بعيداً في جوف الليل، 
أريد لحظة صمت لا تخاطبني بها نفسي اللوامة معاتبة، مسائلة: ماذا تفعل هنا؟ وهم يقتلون هناك؟
يا الله .. 
أريد لحظة صمت واحدة.