الأحد، 28 أغسطس 2011

جامعة الدول العربية.. الموقف المتهاوي

جامعة الدول العربية .. كيان متهالك تافه، لا يملك من أمره شيئاً فضلاً عن أن يملك من أمر الدول الأعضاء شيئاً،
اجتمع وزراء الخارجية أمس، وحاصرهم السوريون من كل المخارج ليسمعوا صوتهم، ليقوموا باتخاذ قرار -ضعيف على مستوى إمكاناتهم- لكن له دلالة رمزية بتجميد عضوية سوريا كما فعلوامع ليبيا، وبدلاً من ذلك خرجوا بمبادرة تافهة، رفضها النظام قبل غيره، وهم يدركون عند إقرارها أنها لا تجدي، وأن النظام السوري الدموي سيظل سائراً نحو الهاوية، لأنه نظام مبني على سفك الدماء، وهذا الإجرام هو وحده ما كفل له البقاء طيلة السنين الماضية.
يا معالي الأمين العام للجامعة العربية:
أحزنني أن أسمع السوريين أمس يهتفون أمام باب الجامعة: نبيل العربي خاين، وأنت الذي جئت لهذا الموقع بترشيح من ثوار مصر المحروسة، لكن لأنني أعلم مواقفك في دعم نظام الإجرام الأسدي، وجدت نفسي أهتف معهم:
 خاين خاين خاين .. نبيل العربي خاين.

من وقفة السوريين أمس أمام الجامعة


السبت، 27 أغسطس 2011

علي فرزات.. رجل بألف رجل

قبل ثلاثة أسابيع، أطل علي فرزات على قناة العربية مع الإعلامية جيزيل خوري، متحدثاً بصراحة عن ما يجري في سوريا، لم تفاجئني صراحته، فالرجل كان منذ بداية الثورة أكثر جرأة من كثير من السوريين المقيمين خارج سوريا، ولكن فاجأني أنه غادر دمشق إلى بيروت، وتوقعت أنه لن يعود بعد ما قاله، خصوصاً عندما ختم اللقاء بالكلام المباشر الموجه إلى بشار الأسد: أنا لا أملك إلا قلمي هذا، وأنت تملك الدبابات والجنود والأسلحة، فمن يطعن الآخر إذاً؟
اللقاء موجود على هذا الرابط:

لكن ردة فعل النظام الغبية كانت مفاجئة، فالرجل شخصية معروفة عالمياً، والاعتداء تم في ساحة الأمويين التي لا تخلو ليلاً أو نهاراً من التواجد الأمني الكثيف خوف التظاهرات، يعني باختصار النظام يقول للعالم كله: هذا ما نفعله بالكلمة التي تخالفنا.
وما هي النتيجة؟
ازدياد عدد المتظاهرين، ووقوف دول جديدة إلى صف الثورة السلمية، علي فرزات على صفحة اللوموند الأولى، وبشار الأسد في قائمة المطلوبين للعدالة لما ارتكبه من جرائم.
أبلغ تعبير هو الكاريكاتير التالي الذي "أهداه" شخص ما إلى علي فرزات:


علي فرزات .. سلمت للوطن، وشلت يدا من ضرب ومن أمر بالضرب.



الأحد، 21 أغسطس 2011

لأ ما قالش يا مفتري

هذه أيضاً من المقالات القديمة، عن تنكر بشار لوعوده وكذبه على الجميع، حتى لا يتوقع أحد أن يدقنا القول غداً.
أعتذر عن العنوان العامي، وهو بالمناسبة باللهجة المصرية، من مسرحية (شاهد ما شافش حاجة) حين يصرخ القاضي بالشاهد منفعلاً (لأ ما قالش يا مفتري .. ما قالش).
طبعاً القاضي هنا هو الدكتور محسن بلال، الطبيب الذي قبع في مدريد سنوات طويلة، كان يبدو أنه يمارس فيها دوراً أكبر بكثير من مجرد سفير، وعاد أخيراً إلى دمشق وزيراً للإعلام، مهمته الرئيسية التغطية على (زلات) لسان (وربما أيدي وأرجل) رئيسه الدكتور الآخر.
وإذا كان محسن بلال هو القاضي، وبشار الأسد هو المحامي الذي يتحدث لساعات دون كلل أو ملل بفصاحة نادرة بين الزعماء العرب، فيمكننا أن نتخيل رومانو برودي في دور الشاهد الذي تبدو علامات الدهشة على وجهه وهو يرى رئيس دولة ينكر تعهداته ويتناساها، بل ويطلب من أحد وزرائه أن يتولى الأمر نيابة عنه.
كثيرون احتاروا في تفسير هذه المواقف المتضاربة التي تصدر من دمشق هذه الأيام، عاصمة الأمويين الرصينة التي كانت لها دائماً الكلمة الراجحة في قضايا الأمة أصبحت اليوم ترقص على حبل مشدود بين طهران وقانا، وعزا الكثيرون هذا التضارب إلى الصراع بين أجنحة مختلفة داخل النظام السوري.
بالنسبة لي لم يكن هذا الاحتمال وارداً بأي حال من الأحوال، فالصراع في عائلات المافيا – وهذا هو حال النظام السوري اليوم – لا يخرج إلى العلن بشكل تصريحات، ولكن بشكل جثث ممزقة، سواء كانت (منتحرة) أم (منحورة).
أعتقد أن مكمن المشكلة هو في إحدى حيل التفاوض التي كثيراً ما يتبعها العاملون في التجارة، والمتمثلة في أن يلعب أحد المتفاوضين دور الرجل الطيب، بينما يلعب آخر دور الشرير بحيث يكون هناك مجال للتعنت في الطلبات، وفي الوقت نفسه مخرج يفتحه الرجل الطيب في حالة الإحساس بالوصول إلى الحد الأخير في التنازلات من الطرف الثاني.
نظام دمشق يحاول الآن القيام بالأمر نفسه، ولأن بشار الأسد طبيب عيون، ومثقف وذكي ورئيس جمهورية، ووجهه بريء (بيبي فيس) فمن الطبيعي أن يقوم هو بدور الطيب، ويقول نعم لكل ما يطرحه أنان أو برودي، وربما مستقبلاً (العزيزة كوندي) التي عبرت عن امتنانها لقوات الأمن السورية الباسلة التي (تصدت) لمحاولة الهجوم على السفارة.
أما الرجل الشرير فهو من يلقي به سوء حظه أمام الرئيس بشار بعد أن يطلق وعوده، وقد يكون محسن بلال أو الشرع أو المعلم .. لا يهم، المهم أن يتولى أحد ما إيصال الرسالة المغايرة.
ليس هناك من شك أن نظام دمشق يؤدي هذه الحيلة ببراعة منقطعة النظير، فالمواقف تختلف بين الطيب والشرير كاختلاف الليل والنهار، وليس مجرد اختلاف بسيط كما هي أحوال التجار المساكين، إلا أن هناك تفصيلا صغيراً غاب عن الدكتور بشار أثناء أداء الحيلة، وهو أن هذه الحيل لا يمكن تأديتها إلا بوجود الأطراف جميعاً (الطيب والشرير والطرف المقابل) في مكان واحد ووقت وحد، ولا يمكن للشرير أن يطلق موقفه المخالف للطيب بعد انتهاء المباحثات بيوم أو يومين.
 يا راتب الشلاح، يا عبد الله الدردري، يا أيها القريبون من الرئيس وتفهمون لغة الأعمال، دخيلكم .. فهموه معنى لعبة الطيب والشرير قبل أن يصرح بشيء يغرق البلد أكثر من ما أغرقها.

نشرت في شفاف الشرق الأوسط بتاريخ 13/09/2006 على هذا الرابط

أبو ضحكة جنان

من المقالات القديمة، نشرتها بعد الخطاب الأول، أضيفها هنا لتجتمع مع بقية ما أكتب، وبمناسبة خطاب الغد الذي سيلقيه الدجال، علماً بأن ضحكاته ستكون أقل هذه المرة خصوصاً إذا سمعنا أخباراً مفرحة عن القذافي إن شاء الله.

كانت طلة بهية دون شك.
الرئيس السوري يتوجه بأول خطاب إلى شعبه – كما أظن – منذ خطاب القسم عام 2000 حيث كانت خطاباته وأحاديثه كلها موجهة للخارج.
وصل الرئيس إلى مجلس الشعب ليستقبله الأعضاء بالتصفيق الحار وهتافات: بالروح بالدم نفديك يا بشار، بينما تجمع الآلاف بشكل (عفوي) خارج قاعة المجلس يهتفون: الله، سورية، بشار وبس.
بشار الأسد يمتلك دون شك إمكانات تحدث عالية مقارنة بالزعامات العربية، ومهارات تنظيرية ورثها عن والده الراحل الذي كان يجيد التحدث إلى كل الأطراف كأنه معهم، وينفذ ما فيه مصلحته فقط.
لن أتوقف طويلاً عند تفاصيل الخطاب فقد أشبعها الكثير من المراقبين تعليقاً، وليس من الجديد أن نقول أنه استخف بدماء شهداء درعا – وبقية المدن السورية – ووقف يلقي النكات السخيفة ويستغرق في الضحك عليها –لم يكتف بالابتسام كما يفعل السياسيون الغربيون الذين يحاول تقليدهم بتطعيم خطابه بالنكات – بل يهمني هنا التوقف عند ثلاث نقاط أرى من الضروري الانتباه لها أثناء قراءة الخطاب.

تقسيم المحافظات
خلال كلامه، أشار الرئيس السوري إلى أن محافظة درعا تعتبر محافظة (نسق أول) وفسرها بأنها من محافظات المواجهة مع العدو ولذلك تلقى اهتماماً استثنائياً.
طبعاً من يعرفون طبيعة الخدمات وواقع الحياة في درعا يدركون أنها لا تلقى أي اهتمام، وبالتالي من حقنا البحث عن معنى (النسق الأول) الذي عناه الرئيس، ولا بأس من الاستعانة بكلام اللواء رستم غزالة، المسؤول الرفيع في المخابرات العسكرية، والذي زار درعا بعد سقوط أول شهدائها واجتمع بأعيانها لتهديدهم حتى تتوقف الاحتجاجات في المحافظة.
خلال الاجتماع قال رستم غزالة بالحرف الواحد: (الرئيس يعتبر المحافظة من المحافظات الموالية، من المحافظات المتقدمة في الولاء للنظام، ... ، وهو فوجئ بما جرى وحصل).
عندما تضع التصريحين مع بعضهما، تتضح لنا الصورة بتفاصيلها الخفية على غير الأمنيين، أجهزة المخابرات تقسم المحافظات السورية إلى محافظات (موالية) وأخرى (غير موالية) ولا أدري ما المصطلح الذي يستخدمونه داخلياً لتوصيف النوع الثاني، هل هو محافظات (عدوة) مثلاً؟
المفاجأة التي واجهها الرئيس من انتفاضة درعا كانت نابعة بدرجة كبيرة من أن المحافظة تضم عدداً كبيراً من المنتمين لحزب البعث، وهناك عدد لا بأس به من قيادات الدولة ترجع أصولهم إلى المحافظة، يأتي على رأسهم نائب الرئيس السوري فاروق الشرع، وهو كان يظن أن هذا التعامل كافٍ لامتصاص أي غضب قد يشعر به المواطنون في درعا، حتى لو كان بسبب اعتقال وتعذيب أطفالهم على أيدي الأمن السياسي.

البقاء للأبد
الملاحظة الثانية في خطاب الرئيس كانت في الاعتقاد الجازم لديه، والذي حرص على إيصاله للشعب بشكل واضح، بأنه باقٍ في منصبه إلى الأبد.
الرئيس لم يعترض على الهتافات التي تعالت من نواب مجلس الشعب وهي تؤكد على أنه القائد إلى الأبد، كما أنه لم يعترض على المقولة السخيفة لعضو المجلس السفيه الذي قال له: إن العالم العربي قليل عليك، ويجب أن تقود العالم.
عدم الاعتراض، والتأكيد على أنه لا يستعجل الإصلاح ولن ينفذه بناء على ضغوط خارجية، وحديثه عن السنوات العشر الماضية وكأنها أشهر معدودة، وكذلك تصريحه الواضح بتكذيب من يقول أن هناك قوى حوله تمنعه من الإصلاح، وأنه هو من يؤخر الإصلاح حتى لا يكون متسرعاً، كل ذلك يؤكد القناعة بأن الرجل يخطط للبقاء في منصب الرئاسة للأبد، وليس هذا صعباً أو غريباً على آل الأسد، فوالده قبله استفتى الشعب على بقائه رئيساً مدى الحياة، وكان له ما أراد.

مؤامرة الحرية
حين تحدث الرئيس عن ما جرى، أكد أنها مؤامرة خارجية، من دول بعيدة وأخرى قريبة وأطراف داخلية، كما أكد أن "الوعي الشعبي" أذهله.
ما الذي يريد الرئيس المحترم قوله؟
بتجميع أجزاء كلامه هذه، وذا أضفنا لها مقابلته الشهيرة التي أعلن فيها أن سورية غير جاهزة للديموقراطية، نصل إلى خلاصة مفادها أن الشعب السوري شعب متخلف يجب أن يقاد بدون رأي منه، وهو لا يفهم فإذا أبدى شيئاً من الوعي ولفظ الدعوات الطائفية التي حركتها أجهزة الأمن، فسوف يذهل الرئيس ومن حوله من هذا الوعي، وهذا الشعب الجاهل لن يطالب بحريته (وهي المطلب الوحيد الذي نادت به الجماهير من اليوم الأول) إذا لم تتدخل أطراف خارجية لتتآمر عليه وتخدعه وتجعله يعتقد أنه يستحق الحرية الآن ولا ينتظر الجيل القادم كما علمه السيد الرئيس.

أخيراً، قد يظن الرئيس الأسد أن وجهه الطفولي البريء (بيبي فيس) وابتساماته وضحكاته التي وزعها ذات اليمين وذات الشمال على أعضاء المجلس، وخطابه الفلسفي الذي بقي دون نتيجة واضحة، قد يظن أن هذا كله كاف لامتصاص غضبة الشارع، لكن الإجابة جاءت مباشرة بعد الخطاب من اللاذقية التي زفت عدداً من الشهداء يومها، ومن جميع المحافظات السورية التي انتفضت يوم جمعة الشهداء فمزقت وداست صوره.
كان رد الشعب السوري واضحاً: لن تضحك علينا بضحكاتك البريئة (يا أبو ضحكة جنان).

السبت، 20 أغسطس 2011

شعب سوريا يحيي بشار

تسجيلان مرئيان انتشرا على المواقع السورية خلال اليومين الماضيين، تسجيلان يلخصان القصة بين سوريا الحرية، وسوريا الأسد ..
تسجيلان يبينان الفرق الشاسع بين هتاف: الله ، سورية ، بشار وبس الذي يصر عليه المنحبكجية، وبين الله ، سورية، حرية وبس الذي ينادي به الشعب السوري البطل.
ويبقى سؤال مهم لسيادة الرفيق الدكتور الفريق القائد بشار الأسد: هل هتافات التمجيد التي يضمها التسجيل الأول تسعدك؟ هل تشعر بالفرح وأنت تسمع أبناء الوطن يهتفون بصوت واحد: الله ، سورية ، بشار وبس .. ويرددون: بالروح بالدم نفديك يا بشار، وتتأكد أن شعب سوريا يحبك ؟ حسناً: شاهد المايسترو الذي يقود الهتاف في التسجيل الأول، وقارنه بهتاف التسجيل الثاني، وأنا راضي بذمتك .. إن بقي لدي شيء من الذمة.
ثم أخبرني: هل تتوقع أن يتركك شعب فيه أمثال هؤلاء؟


الأمن يقود الهتاف لبشار



شباب حمص يهتفون

فرق بسيط بين الحرية والديكتاتورية

بالأمس سهر ثوار القاهرة أمام سفارة العدو الصهيوني مطالبين بطرد السفير، صلوا الفجر أمام العمارة، وقنتوا داعين الله أن يزلزل الصهاينة ويطهر أرض الكنانة منهم.
بعد الفجر أعلنت الحكومة االمصرية عن استدعاء سفيرها في دولة الصهاينة، تلاها إعلان رسمي بسحب السفير، وصباحاً اجتمعت خلية الأزمة الصهيونية ليعتذر بعدها وزير دفاع العدو رسميا عن مقتل الجنود المصريين الثلاثة.
هذا ما تفعله الحرية والكرامة في الشعب.

أما في سوريا التي يحكمها نظام الممانعة والمقاومة والصمود والتصدي والعلاك المصدي فتقصف طائرات العدو مرة مركزاً للفصائل الفلسطينية قرب دمشق، وتدمر مرة أخرى منشأة عسكرية (قد تكون نووية) قرب دير الزور، وتطير مرة ثالثة فوق قصر رئيسه وتصوره بملابسه الداخلية، فيحتفظ في المرات الثلاث بحق الرد، وسيأخذه معه قريباً للقبر إن شاء الله.
هذا ما تفعله الديكتاتورية وعبادة الفرد

الجمعة، 19 أغسطس 2011

وبعدين يا حلب؟

كشهاب على عجل.. لمعت حلب في ذكرى بدر، ثم انطفأت
يا حيف ..
كيف يستطيع رجالها النوم؟؟ كيف يهنأ لهم بال ويطيب لهم عيش وهم يعرفون أنهم (بيضة القبان) في إسقاط نظام مجرم يعيث ف الأرض فساداً؟
يا أهل حلب: نحن مسؤولون عن دماء السوريين التي تسيل يومياً، فأعدوا جوابكم بين يدي المولى حين تسألون.

أبا فراسٍ وصمت الأهل يقتلنا  || هذا أوانك فاستنهض لنا حلبا

حكايات ثائرة .. البيضا

حكايات ثائرة .. البيضا


بدون تعليق.. ما ذكره احمد في مدونته على الرابط في الاعلى يكفي
ويلعن روحك يا حافظ

الخميس، 18 أغسطس 2011

الشعب السوري واحد Petition

الشعب السوري واحد Petition

الرجاء التكرم بتوقيع الوثيقة على الرابط المذكور في الأعلى ونشرها

الشعب السوري واحد

مع إنطلاقة الثورة السورية الشمًاء في الـ 15 من آذار التي قامت رفضاً للظلم والطغيان طالبةً العيش الكريم وضمان الحقوق في ظل نظام
ديموقراطي مستقل ، تضاعفت من قبل قامات السلطة بكافة أفرادها ومؤسساتها الإعلامية دعوات وإدِعاءات مليئة بالاستنكاروالتهجم على هذا الحراك الشعبي السلمي ، واتهمته برغبته في إثارة الفتن الطائفية بين نسيج الشعب السوري وبث الزعزعة الاجتماعية في صفوفه للنيل من هدف الانتفاضة الأسمى وهو الحريــة ، وبناءاً على ذلك ، نعلن نحن الموقعين أدناه على هذا الإعلان من ناشطين ومعارضين وتنسيقيات وتجمعات وهيئات التزامنا بأن :

- نرفض إدعاءات السلطة للحراك الشعبي القائم بأنه يهدف إلى خلق أي شكل من أشكال الفتنة الطائفية ليحيد بالثورة عن أهدافها،ويشكك في مبتغاها.
- جميعنا مسؤولون أمام الوطن عن حماية الممتلكات العامة والمشاعر الدينية الخاصة بكل مذهب و طائفة ، نرعى منشئاتها ونحفظ أمنها.
- عدم السماح لأي فرصة يمكن أن تستغل الوضع الراهن في تصفية حسابات قديمة أو الأخذ بثأر ما يمكن أن يؤدي إلى شق وحدة النسيج السوري المتماسك .
- المواطن السوري عون لأخيه في الوطن ، بغض النظر عن طائفته ومذهبه ، فكلنا سوريون وننتمى إلى وطن واحد.
- نرفض كل اعتداء أو استعداء يقصد طائفة أو قومية من مكونات الشعب السوري، ويستهدف وجودها وحقوقها الأساسية الثابتة.
- نمنع العدوان على المواطنين وأموالهم وأعراضهم، ونرفض مؤاخذة فرد بجريرة فرد آخر، أو مهاجمة مجتمع بجريرة تجمع من أفراده.
- نعمل على نشر ثقافة التقبل والتسامح، ونحارب مشاعر البغضاء والكراهية العمياء.
- نحفظ حريات الأفراد في الانتماء، ونرعى حقوق المكونات المتعددة للشعب في العيش الكريم، ونؤدي واجب المجتمع في التعايش والتفاعل
والتطور.
- نعتبر العمل على تقسيم الارض السورية وتمزيق المجتمع السوري خيانة للشعب وغدراً بالأمة.
- نسعى لبناء وطن يتمتع فيه كل مكون من مكونات الشعب بحق الوجود الآمن، والعيش الكريم، والمشاركة السياسية، بحيث لا يبغي أحد على أحد

الاثنين، 15 أغسطس 2011

متعَب .. متعِب

قصيدة من قديمي، أستعيدها اليوم بعد أن أراحنا شباب سوريا الأبطال من ذل سنين طوال كان يثقل كواهلنا.


إلى نزار قباني، صاحب: أنا يا صديقة متعب بعروبتي

متعَبٌ يا صاحبي
أسمع الأخبار صبحاً،
ومساءْ
أرقب النشرات تنشر
عرضنا
طولاً و عرضا
ألثم الأيدي المكسرةَ
التي
قد علمتْنا
كيف تغدو ..
كلُّ أحلام الصبايا،
كل آمال الشبابِ
وكل دعوات الثكالى
كل أحزان الكهولِ
وكل هذا الكونِ
.......
أرضا

متعِبٌ يا صاحبي ..
أن يصبح الذلُّ المقيمُ
رفيق قهوة صبحنا
ومسائنا
ضيفَ الولائم
والتعازي
والفِراشْ


متعَبٌ يا صاحبي
من كل شيء متعَبٌ

من قربنا
من غربتكْ
مني أنا
من صحبتك
حتى من التعب المقيم بداخلي
أنا متعبُ

من رفـّـةِ الأهداب .. متعَبْ
من ضحكة الأطفال .. متعَبْ
من ضجة الصمت الرهيبِ
إذا خلوتُ بأدمعي،
من لهفتي للموت ..
متعَبْ

من حبها،
من قربها،
من بعدها،
من بغضها .

أنا متعَبٌ يا صاحبي

أنا متعَبٌ ،
أنا متعِبٌ
وأنا .. التعبْ
 
الرياض 1/6/2002 م

الجمعة، 5 أغسطس 2011

هل تذكرون هسام هسام؟

في أواخر عام 2005 ظهر على التلفزيون السوري الشاهد المقنع وأماط اللثام عن شخصيته ليقول أن السياسيين اللبنانيين أغروه بالمال كي يشهد ضد سورية، وأن بعضهم كان يلقنه ما يجب أن يقوله للجنة التحقيق الدولية بغرض إدانة سورية في جريمة مقتل الحريري.
بالنسبة لي كان الأمر بمثابة تأكيد على أن النظام السوري هو من قتل الحريري بسبب الطريقة الغبية التي عمدوا إليها عبر دس الشاهد ليدلي بشهادة ثم الإعلان عن كذبه لإحراج الجهات التي تتبنى الشهادة، وكتبت وقتها مقالة عنوانها (ما بلعتها) تتحدث عن غباء مخابرات النظام.
اليوم تذكرت هسام هسام وأنا أشاهد الفضائية السورية تحتفي بالهدوء المسيطر على حلب، وتؤكد عدم وجود إطلاق نار في الميدان كما زعمت قناة الجزيرة (ذكروها بالاسم) وتلتقي مجموعة من الأشخاص في الشارع يتزاحمون أمام الكاميرا ليؤكدوا أن الوضع هادئ من الصباح، ولا يوجد أي إطلاق نار، و (هدول القنوات المغرضة بدن يخربوا البلد)، و (ما عنا هيك شي الله وكيلك، أنا هون من الصبح آه خيو وما شفت شي).
كان احتفاء الفضائية السورية مريباً، ولأنني لا أملك تأكيداً من مصدر موثوق بإطلاق النار، وجدت أن التبرير الوحيد لما حصل أن المخابرات السورية تعمدت توصيل خبر كاذب للجزيرة عبر طريق تثق به القناة، وانتظرت حتى يتم بث الخبر ثم لجأت لتكذيبه عبر التصوير للناس في الشارع.

لماذا اختارت حلب تحديداً؟
لأن المدينة الكبرى من ناحية عدد السكان بدأت تغلي، لكنها لم تنطلق مثل بقية المدن بعد، فكان لا بد من إظهار كذب القنوات الفضائية (الجزيرة تحديداً) لتثبيط عزيمة الناس والتأثير عليهم بحجة التحريض والأخبار الكاذبة ليمتنعوا عن التظاهر، خصوصاً أن الحلبيين يحسون بالذنب الآن تجاه ما يجري في سورية، ويبحثون عن أي علة –مهما كانت تافهة- ليبرروا أمام أنفسهم خوفهم الذي يمنعهم من نصرة إخوانهم.
نأمل أن يخرج الحلبيون سريعاً من حالة إنكار الواقع التي يعيشون فيها، وأن تعود حلب إلى أحضان سورية.





ما بلعتها

مقالة من أرشيفي، نشرتها في عدة مواقع منها (كلنا شركاء في الوطن) أواخر عام 2005 أعيد نشرها لأن تكتيكات المخابرات السورية في تزييف الوقائع لم تتغير، ولأنني تذكرتها اليوم إثر محاولة جديدة من عباقرة  الأمن السوري لهز مصداقية قناة الجزيرة.

مقدمة.. لا بد منها
  • أقر أنني مواطن عربي سوري، لم أتعرض يوماً للضرب على أيدي المخابرات، ولم أتخلف عن دفع الضرائب المحددة في القانون، والأتاوات التي يسميها القانون رشوة، ويسميها موظفو الجمارك والمرور والسجل المدني.. و و و و  (إكرامية)، وبالتالي فلست (حاقداً) ولا (موتوراً) أهاجم البلد رغبة في دماره.
  • كما أقر أنني لا أحب الأمريكان، وليس لي علاقات سياسية معهم، كما أنني لا أنتمي لأي تيار سياسي، وليست لي مطامح سياسية، ولا يمكن اتهامي بالإمبريالية، كما يصعب اتهامي بالانتماء إلى اليمين العفن (ما كان يطلق على بعث العراق) أو الإخوان المخربين، أو الرفاق الماركسيين.
  • العنوان بالعامية السورية يعني (لم أبلعها)، ومقصوده: لم أستطع تصديق الحكاية.
  • الحكاية المعنية هنا، هي حكاية الشاهد المقنع، المعجزة التي جاءت لنا من السماء لنرفع معنويات شعبنا، وتجعلنا نصرخ في العالم كله: ألم نقل لكم أننا أبرياء؟ بل ونطالب بإلغاء التقرير الأول لميليس الذي اعتمد عليه مجلس الأمن في إصدار القرار 1636 نظراً لأنه مبني على شهادة كاذبة.
لا نحتاج إلى كثير من النقاش لبيان مدى السذاجة (إن لم نقل الغباء السياسي) في طلب كهذا، فمسؤولينا الذين يصيحون ليل نهار بأن سوريا مستهدفة وأن التقرير مسيس، وأن الغرض هو الهجوم على سوريا، هم أنفسهم الذين يطالبون بإلغاء التقرير، ومن بعده قرار مجلس الأمن، لأن الشهادة باطلة. كأن من يستهدفون سوريا يهمهم العدل والحق، ويتحركون بناء على الشهادات والأدلة، فإن انتفت سيتوقفون، والدليل.. أنهم هاجموا العراق رغم معرفتهم بكذب قصة أسلحة الدمار الشامل!
طبعاً لا أعتقد أن السادة المسؤولين قدس الله سرهم بهذه السذاجة، بل هم يدركون تماماً أن وجود الدليل من عدمه لن يؤثر في الموقف الدولي، لكن الهدف من هذه المطالبات والمؤتمرات الصحفية والضجة التي تنبعث من دمشق تعبئة الشارع السوري تحديداً والعربي عموماً خلف الخيار الذي اختارته قيادة الحزب –كونها الأدرى بمصلحة البلاد والعباد- وهو خيار المواجهة والتحدي، ليس لأننا سنتعاون ولن يكفيهم كما جاء في خطاب الرئيس، بل لأن أولاد (الكذا) لا يزالون مصرين على التحقيق رغم ثبوت تورط أبناء الحريري ومساعديه في اغتياله وتلفيق الأدلة لسوريا، حسب ما أفادنا السيد هسام أفاده الله.
وما دمنا قد أتينا على ذكره، لماذا لا نعود إلى شهادته التي لم أبلعها ولم يبلعها أحد من معارفي (الذين يفهمون أكثر مني)، بل إن صديقاً سعودياً اتصل بي فور انتهاء المقابلة على الفضائية ليسألني ضاحكاً: ألم نشاهد هذا الشاهد ممثلاً في الكوارث (يقصد الكواسر مع التصحيف لتكون أصدق على حالتنا اليوم).
الشهادة الغريبة
ما الغريب في شهادته حتى لا نبلعها؟
بعيداً عن الأداء الضعيف والكلام الركيك عن البطولة وفداء الوطن، والحديث الذي يجمع كل من خالف المخابرات السورية على أدراج المونتفردي في وجود الشاهد الذي يعرف الجميع أنه كان من عناصر المخابرات السورية، والذي أكد لهم أكثر من مرة – حسب إفادته – أنه لن يتعاون معهم ضد وطنه (أقترح وضع موسيقى نشيد "موطني" في الخلفية للوصول إلى التأثير المناسب) ومع ذلك يعطونه سيارة ويتركونه حراً في بلد تحيط سوريا بأكثر من ثلثي حدوده البرية، وفيه معابر للمهربين لا تستطيع الجهتان معاً ضبطها، بعيداً عن كل ذلك، يكفي أن ننظر إلى التعامل الرسمي مع حكاية الشاهد لنعرف لماذا لا تبلع.
 إن كان صادقاً
لقد تلقفت السلطات الشاهد الذي (هرب) إلى سورية وأظهرته على الفضائية لأكثر من مرة، بل رتبت ليكون البث على قناة الجزيرة وصورت بكاميرتها –حسب ما ذكرت موظفة في التلفزيون السوري – لكن لم تبث الجزيرة اللقاء كاملاً لسبب ما وبثته الفضائية السورية، ثم عادت لتظهره في مؤتمر صحفي مع المتحدث الرسمي باسم اللجنة القضائية الذي صرح مبتسماً بأن تقرير ميليس سقط بالضربة القاضية بعد هذه الشهادة!
كان الأولى بالسلطات أن تكون أكثر احترافية وأن تتعامل مع الأمر بالأهمية التي يستحقها، ولو كان هناك تصديق لما قاله هذا الشاهد فكان الأجدر أن تقوم اللجنة القضائية بالاستماع إلى شهادته بسرية تامة، وتوثيقها، ثم عرضها على مندوبي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، ومن نعتقد أنه يمكن أن يساند موقفنا – بما فيها الجزائر الشقيقة التي صوتت مع القرار – وعلى الأمين العام للأمم المتحدة، كل ذلك بسرية تامة لاستدراج عصابة الأنذال الذين لقنوه الإفادات الكاذبة ونصبوا هذه المكيدة لوطننا، وكدنا أن نقع فيها لولا أن سوريا "لله حاميها" (لست أكرر مقولة السيد الرئيس للسخرية بل للتأكيد، وأنا مقتنع بها مليون بالمائة، فلولا حماية الله سبحانه وتعالى لبلدنا لاختفى عن الخريطة منذ سنوات بعيدة بسبب سياسات إضعاف الجيش وتحويله إلى شركة أمن خاصة لمصلحة الحزب، وإضعاف معنويات الشعب وإذلاله، ... إلخ مما نعانيه منذ أربعين سنة).
لكن ذلك لم يحصل، بل إن المتحدث الرسمي باسم اللجنة القضائية تحول إلى حكم في حلبة مصارعة وأعلن أن التقرير سقط بالضربة القاضية.. لا بأس فالقضاء في بلدنا والتحكيم في المصارعة سيان، طالما هناك من يدفع ويخبرنا من نريده أن يفوز (لا أتجنى على القضاء السوري بدليل المرسوم الذي صدر ويعطي الفرصة لمدة أربع وعشرين ساعة لتسريح قضاة يشك في نزاهتهم دون أن يكون من حقهم الاعتراض، وهو ما لا يحصل في أي دول العالم إلا عندنا).
 أو كان كاذباً:
حسناً، إذا لم تكن السلطات مقتنعة بالشهادة، فواحدة من اثنتين:
إما أن الشاهد كاذب من نفسه، حاول أن يستفيد من التحقيق الدولي ويتكسب بشهادته فلما فشل لجأ إلى حكاية الوطنية وعاد لبلاده يتكسب بشكل آخر، ورغم معرفة المخابرات بالأمر فهم يستغلونه لتحقيق نصر إعلامي فارغ، لن يلبث أن ينقلب علينا إذا ساءت الأمور أكثر في التحقيق.
أو، أن مخابراتنا الذكية قد دست الشاهد – الذي يعمل لحسابها منذ ثلاثة عشر عاماً حسب إفادته – وأمرته أن ينقل معلومات محددة للجنة التحقيق، معلومات تعلم تماماً أن لعاب المحقق الحاقد سيسيل لسماعها، ولأن من يضع الخطة ساقط بكالوريا غالباً فقد اعتقد أن اللجنة الدولية ستكتفي بأقوال الشاهد (أو الشهود) المدسوسين وتعتمد شهاداتهم دون مزيد من التحقيق، ثم يكون تكذيب هذه الشهادات كافياً لنسف التحقيق من أساسه، وإسقاط مصداقية المحقق الألماني.
إذا ما أضفنا لذلك الحملة الإعلامية التي تقول أن والدته يهودية قتلت خلال حرب 67 على الجبهة السورية، وأنه صديق شخصي للقادة الإسرائيليين، تكتمل الصورة في إسقاط حياديته، وبالتالي إسقاط التقرير.
 لكن.. هل تسير الأمور كما خطط لها عباقرة مخابراتنا؟ من تجاربنا السابقة معهم، لم ينجحوا إلا في أساليب التعذيب الجديدة، وبالتالي يصعب تخيل أن ينجحوا هذه المرة أيضاً، مع أنني للمرة الأولى أتمنى أن تنجح مخابراتنا، وأجدني سعيداً بفوزها.. إن حصل.

الثلاثاء، 2 أغسطس 2011

اللي يخاف من العفريت

حكام العرب المحترمين، الذين قاموا في 22 فبراير بتجميد عضوية ليبيا في الجامعة العربية أي بعد خمسة أيام فقط من ما يعرف بالانطلاقة الفعلية للثورة الليبية (17 فبراير)، واتخذوا موقفاً أخلاقياً شجاعاً باعتبار القذافي فاقداً للشرعية، هم أنفسهم من يقفون الآن مؤيدين لبشار الأسد بعد سقوط ما يزيد على الألفي شهيد من المدنيين العزل منهم أكثر من مائة طفل وطفلة دون الثالثة عشرة من العمر!
لماذا يؤيدون بشاراً؟
الإجابة ببساطة، أنهم خائفون على عروشهم وكراسيهم.
كثيرون يقولون أن السبب الأوامر الإسرائيلية الصادرة عن طريق (الباب العالي) الأمريكي والتي تنص على الحفاظ على هذا النظام العميل لمصلحة العدو الصهيوني، وقد يكون هذا صحيحاً جزئياً، لكن السبب الحقيقي هو إحساسهم أن انتصار الثورة السورية سوف يترجم لدى الشعوب العربية المقهورة بأن الإرادة الشعبية تصنع التحرر فعلاً، وأن ما جرى في تونس ومصر يمكن أن يحصل في أماكن أخرى.
خوفهم على كراسيهم دفعهم لمساندة التدخل الغربي في ليبيا والمشاركة فيه، لكن ستكشف لنا الأيام أنهم يمدون القذافي سراً بالمعونات لإطالة أمد الحرب الأهلية، وتخويف شعوب المنطقة من محاولة تكرار نموذج الثورة.
نفس الخوف دفعهم للتآمر على اليمن ودعم علي صالح ليبقى محتفظاً بالكرسي حتى وهو ينازع للاحتفاظ بروحه في جسده، ويبقى الوضع معلقاً وعلى حافة الهاوية في اليمن السعيد.


 ما لا يدركه هؤلاء الحكام، أن الحكمة المصرية الشائعة: اللي يخاف من العفريت يطلع له لم تأت من فراغ، بل هي حقيقة مجرية.
خوفهم من تقليد شعوبهم للثورات التي قامت في أماكن أخرى من العالم العربي يدفعه لدعم بشار الأسد والسكوت عن جرائمه ضد الشعب السوري الأعزل، مما يزيد من الاحتقان الداخلي لدى شعوبهم، ويجعل شرعيتهم – الهزيلة أصلاً- تتآكل تدريجياً لتتحول نقمة الشعوب العربية على المجرم بشار إلى نقمة على حكامها الذين يساندون الطاغية.
يا حكام العرب الساكتين عن المجرم: ترقبوا ظهور العفريت.